الفاتيكان
25 شباط 2020, 15:00

البابا فرنسيس: كونوا شعلة تحمل الرّجاء إلى قلوب رجال ونساء اليوم

تيلي لوميار/ نورسات
"سيروا إلى العرض بشجاعة وتقاسموا المحبّة الكبيرة الّتي أظهرها لنا المسيح"، هذا ما حثّ البابا فرنسيس عليه ضيوفه من جمعيّة "Pro Petri Sede" لمناسبة حجّهم السّنويّ إلى قبر القدّيس بطرس، وقال لهم بحسب "فاتيكان نيوز":

"على مثال القدّيس بولس تقودكم أنتم أيضًا محبّة المسيح، وإذ تجتمعون عند قبر الّذي سفك دمه من أجل معلّمه ومخلّصه أنتم تقومون بفعل إيمان يسمح لكم بأن تتجدّدوا بشكل روحيّ.

يقدّم هذا الحجّ أيضًا فرصة لكي تحملوا إسهامكم الماليّ والرّوحيّ لأعمال المحبّة والأعمال الاجتماعيّة المتعلّقة برسالتي الرّاعويّة وبنشاطات الكرسيّ الرّسوليّ. وإذ تتبعون خطى أسلافكم تشاركون في العمل الرّسوليّ للكنيسة الّتي تكافح من أجل التّنمية البشريّة الكاملة لكلّ إنسان. في الواقع ينبغي أن ندافع على الدّوام عن الشّخص البشريّ ونحميه في سلامته وكرامته مهما كان أصله أو وضعه الاجتماعيّ.

في السّباق الجامح للامتلاك والنّجاح والجاه أو السّلطة يتمُّ أحيانًا تجاهل الضّعفاء والصّغار ورفضهم. في الواقع "وفي هوس الرّكض، لامتلاك كلّ شيء وعلى الفور، ننظر بانزعاج إلى الّذين يبقون في الخلف، ونعتبرهم أمرًا لا فائدة له: كم من المسنّين، وكم من الأجنّة الّتي ستولد، وكم من المعوّقين، والفقراء يتمُّ اعتبارهم بلا فائدة". لذلك وإذ تدعم الكنيسة خيارها التّفضيليّ من أجل الفقراء، هي تتّكل على الرّجال والنّساء ذوي الإرادة الصّالحة المُتشبِّعين بالإنجيل لكي يحملوا لكلّ شخص معوز سلام وفرح القائم من الموت. من خلال مساهمتكم المحبّة في حياة الكنيسة، أنتم تصبحون الملح والنّور اللّذين يعطيان الطّعم لحياة العديد من الأشخاص.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أعبّر لكم عن امتناني من أجل دعمكم الدّائم لمسؤوليّتي كخليفة القدّيس بطرس. نجد أنفسنا اليوم إزاء تحدّيات عديدة تطال العائلة البشريّة وبيتها المشترك. في محور اهتماماتنا نحمل صرخة حزن الشّعوب الّتي تتألّم ولاسيّما بسبب الحروب ونزوح الأشخاص والفقر وانحلال النّظام البيئيّ. من الملحِّ أن نضع حدًّا لاستغلال الأشدّ فقرًا! من الملحِّ أن تتوقّف الأعمال الوحشيّة في البلدان الّتي تعيش فريسة للحروب والنّزاعات الّتي تدفع العديد من الأشخاص على درب المنفى!

أرغب في أن أشدّد على العناية ببيتنا المشترك، وأطلق مرّة أخرى النّداء من أجل ارتداد إيكولوجيّ. إنّ شهادة حياتكم المسيحيّة، الّتي تظهر من خلال سخائكم وتنبّهكم تجاه الآخرين، تدعونا اليوم جميعًا لكي نحارب ضدّ الجوّ الّذي ولّدته الفرديّة والأنانيّة واللّامبالاة، هذه الأمور الّتي تهدّد السّلام بين البشر والبيئة. أدعوكم لكي تثبتوا في قناعاتكم وتثبّتوا في الإيمان لكي تكونوا شعلة تحمل الرّجاء إلى قلوب رجال ونساء اليوم؛ وعلى مثال القدّيس بطرس سيروا إلى العرض بشجاعة وتقاسموا المحبّة الكبيرة الّتي أظهرها لنا المسيح.

أوكل كلّ فرد منكم مع عائلاتكم وجميع أعضاء جمعيّتكم إلى شفاعة العذراء مريم والقدّيس بطرس وقدّيسي بلدانكم. وأمنحكم من كلِّ قلبي فيض البركة الرّسوليّة. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي".