الفاتيكان
21 كانون الأول 2021, 09:45

البابا فرنسيس: كلّ فرد منّا هو شخص فريد من نوعه

تيلي لوميار/ نورسات
"كلّ فرد منّا هو شخص فريد من نوعه. نحن لسنا نسخًا مصوَّرة، نحن جميعًا أصليّون! ومن المهمّ أن يرتدي كلُّ فرد منّا كلَّ يوم بفرح "لباس" أصالته". هذا ما قاله البابا فرنسيس في كلمته إلى شباب حركة العمل الكاثوليكيّ الإيطاليّة الّذين استقبلهم في الفاتيكان يوم السّبت، قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز":

"يتمّ التّعبير عن مسيرتكم في الإيمان لهذا العام من خلال الشّعار "صُمِّم خصّيصًا لك"، المستوحى من الخياطة. يعجبني هذا الموضوع، الّذي يجعلنا نفكّر في ملابس مصمّمة خصيصًا لنا، مع إكسسوارات مناسبة لمختلف الأشخاص. إنّه أمر جميل لأنّ كلّ فرد منّا هو شخص فريد من نوعه. نحن لسنا نسخًا مصوَّرة، نحن جميعًا أصليّون! ومن المهمّ أن يرتدي كلُّ فرد منّا كلَّ يوم بفرح "لباس" أصالته. فكّروا في الأمر، لا يوجد في التّاريخ أحد ولن يكون هناك أبدًا أيّ شخص مثلكم. كلّ واحد منكم هو جمال فريد لا يتكرّر.

هكذا يراكم يسوع، الّذي يحبّكم كما أنتم، حتّى لو كان هناك من لا يعتبركم ويمكنه أن يفكّر أنّكم بلا قيمة. لكن يسوع، الّذي جاء إلى العالم كطفل، يؤمن بعالم مُخصّص للأطفال. وقد جعلنا نفهم ذلك من خلال ولادته في بيت لحم. لكنّه اليوم أيضًا يقترب من أطفال كلّ بلد وكلّ شعب، ويقوم بذلك يوميًّا. إنّه أسلوب الله الّذي يمكننا وصفه بثلاث كلمات: القرب والشّفقة والحنان.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أمام يسوع الّذي يجعل من نفسه قريبنا، نتعلّم نحن أيضًا أن نصبح "قريبين"؛ قريبين من الآخرين: من أفراد العائلة والأصدقاء والأقران والمحتاجين. يمكننا دائمًا أن نفعل شيئًا للآخرين دون أن ننتظر أن يفعل الآخرون شيئًا من أجلنا. يمكننا أن نكون على الدّوام مرسلين للإنجيل، وأن نكون كذلك في أيِّ مكان، بدءًا من البيئات الّتي نعيش فيها: في العائلة، في المدرسة، في الرّعيّة، في أماكن الرّياضة والتّرفيه. ولكن لكي نقوم بذلك، ولكي نتّخذ أسلوب يسوع، ونكون شهودًا له، علينا أوّلاً أن نكون قريبين منه، ونفسح له المجال. لذلك لا تخافوا من أن تُخصِّصوا له وقتًا في الصّلاة، وأن تتحدّثوا معه عن أصدقائكم، وتطلبوا منه القوّة في الصّعوبات، وتخبروه عندما تكونون سعداء وعندما يتملّككم الخوف.

يسوع يُعطي القلب فرحًا كاملاً، لأنّه وحده القادر على أن يجعل مغامرة الحياة جديدة على الدّوام. هو لا ينساكم أبدًا، وهو مستعدّ على الدّوام لكي يشجّعكم ولا يتوقّف أبدًا عن الإيمان بكم. يمنحكم الطّاقة والشّجاعة في كلّ مرّة تذهبون للقائه في القدّاس وينظر إليكم ويبتسم؛ لاسيّما عندما تقومون بتصرّفات مشاركة وتضامن مع الآخرين، خاصّة عندما تكونون قادرين على أن تكونوا قريبين من الّذين يعيشون وحدهم وبدون أصدقاء، والّذين يواجهون صعوبة؛ والّذين يتألّمون، وللأسف هناك الكثير من أقرانكم الّذين يتألّمون! لذلك تشجّعوا لأنَّ يسوع يعتمد عليكم!

أشكركم وأتمنّى لكم ولعائلاتكم ولحركة العمل الكاثوليكيّ عيد ميلاد مجيد ومقدّس. أبارككم من صميم القلب وأسألكم، من فضلكم، أن تصلّوا من أجلي."