الفاتيكان
15 كانون الأول 2021, 14:50

البابا فرنسيس: في مغارة بيت لحم اتّقد الرّجاء للبشريّة

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس صباحًا منظّمي وفنّاني الحفل الموسيقيّ لعيد الميلاد لهذا العام، عشيّة الحفل الموسيقيّ الّذي سيُقام للمناسبة.

وإليهم توجّه بكلمة تحدّث فيها عن مشاعر الحبّ والفرح والرّجاء الّتي يولّد عيد الميلاد، فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "يسعدني أن أُحيّيكم قبل الحفل الموسيقيّ لعيد الميلاد، الّذي سيُقام مساء الغد. يدعونا عيد الميلاد لكي نُحدق النّظر على الحدث الّذي حمل حنان الله إلى العالم، وولّد هكذا ولا يزال يولِّد الفرح والرّجاء. إنّ الحنان والفرح والرّجاء هي المشاعر والمواقف الّتي تعرفون أنتم الفنّانين أيضًا كيف تحيوها وتنشروها بمواهبكم.

يولد الحنان من الحبّ. في المغارة نرى حبّ أُمٍّ تحتضن ابنها المولود حديثًا، وحبّ أب يحرس عائلته ويدافع عنها؛ نرى رعاة يتأثَّرون أمام مولود جديد، وملائكة يحتفلون بمجيء الرّبّ... وجميع هذه الأمور مطبوعة بحسّ الدّهشة والحبّ الّذي يقود إلى الحنان. لقد أراد القدّيس فرنسيس الأسيزي، من خلال مغارة الميلاد الحيّة في غريتشو، أن يُمثِّل ما حدث في مغارة بيت لحم لكي نتمكّن من أن نتأمّل بهذا الحدث ونعيش العبادة. لقد كان فقير أسيزي ممتلئًا بالحنان الّذي دفعه إلى التّأثُّر إذ فكّر في الفقر الّذي ولد فيه ابن الله.

إنَّ الحبّ الّذي يظهر في هذا المشهد يولّد الفرح. إنّ ولادة الحياة هي على الدّوام دافع للفرح يساعد في التّغلّب على الآلام. إنَّ ابتسامة طفل ما تذوِّب حتّى أقسى القلوب. في الحفل الموسيقيّ لعيد الميلاد، أنتم تقدّمون مزاياكم الفنيّة لكي تدعموا المشاريع التّعليميّة، المخصّصة بشكل خاصّ للأطفال والشّباب في دولتين تعيشان ظروفًا محفوفة بالمخاطر: هايتي ولبنان. إنَّ موسيقاكم، وأناشيدكم تفتح القلب لكي لا ننسى الأشخاص الّذين يتألَّمون، ونقوم بتصرّفات مشاركة ملموسة تحمل الفرح للعديد من العائلات الّتي ترغب في أن تمنح أبناءها مستقبلًا من خلال التّعليم.

الحنان والفرح والرّجاء. في مغارة بيت لحم اتَّقد الرّجاء للبشريّة. إنَّ الوباء للأسف قد أدّى إلى تفاقم الفجوة التّعليميّة لملايين الأطفال والمراهقين الّذين تمَّ استبعادهم عن أيّ نشاط تعليميّ وتربويّ. وهناك "أوبئة" أخرى تمنع انتشار ثقافة الحوار والإدماج. إنَّ نور عيد الميلاد يجعلنا نكتشف مجدّدًا روح الأخوّة ويدفعنا للتّضامن مع المحتاجين. وبالتّالي فالاستثمار في التّعليم يعني أن نجعل الأشخاص يكتشفون ويقدّرون القيم الأكثر أهمّيّة ونساعد الأطفال والشّباب لكي يتحلّوا بالشّجاعة للنّظر إلى مستقبلهم برجاء. إنَّ بذار الرّجاء تُقيم في التّربية: رجاء السّلام والعدالة، رجاء الجمال والصّلاح ورجاء التّناغم الاجتماعيّ.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أشكركم على السّخاء الّذي تدعمون به المشاريع المخصّصة للأجيال الشّابّة. أتمنّى لكم أن تكونوا على الدّوام رسل الحنان والفرح والرّجاء؛ وأتمنّى لكم عيد ميلاد مجيد للأخوّة والسّلام لك ولأحبّائكم!".