أميركا
28 كانون الثاني 2019, 06:53

البابا فرنسيس في اختتام اليوم العالميّ للشّباب: قد نمتلك كلّ شيء، ولكن إذا نَقص شغف المحبّة، نقص كلّ شيء!

لمناسبة اختتام اليوم العالميّ الرّابع والثّلاثين للشّباب في باناما، ترأس البابا فرنسيس، يوم الأحد السّابع والعشرين من كانون الثّاني/ يناير 2019، القدّاس الإلهيّ فيCampo San Juan Pablo II – Metro Park، والذي تمحور حول موضوع "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ" (لوقا 1، 38) بحسب "فاتيكان نيوز".

قبل بداية القدّاس الإلهيّ، وجّه رئيس أساقفة باناما المطران خوسيه دومينغو أولّوا ميندييتا كلمة شكر للأب الأقدس، وقال:

"إنّ غنى الإيمان المُعاش في الفرح والرّجاء من خلال شباب كثيرين يقول لنا إنّ هناك رجاء، ومن الممكن تحويل أحلامنا إلى واقع. كلّنا ثقة أنّ شباب العالم الذين عاشوا هذا اليوم العالميّ للشّباب قد وجدوا في مريم العذراء نموذج التزام مسيحيّ؛ متذكّرين كلمات مريم العذراء "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ" (لوقا 1، 38).

 

ومن إنجيل القديس لوقا "وكانَت عيونُ أَهلِ المجمعِ كلِّهم شاخصةً إليه. فأَخذَ يقولُ لهم: "اليومَ تمَّت هذه الآيةُ بمسمعٍ منكم" (4، 20 – 21)، استهلّ البابا فرنسيس عظته؛ وقال:

"إنّ الإنجيل يقدّم لنا بدايةً رسالة يسوع العلنيّة. وإنّها لحظة هامّة في حياة المعلّم، حيث أنّ الطّفل الذي نشأ ونما في كنف تلك الجماعة، قام وأخذ يتكلّم ليعلن ويحقّق حلم اللّه. وإنّ سينودس الأساقفة حول الشّباب الذي عُقد في تشرين الأوّل الفائت، من بين ثماره غنى إمكانية اللّقاء، ولاسيّما الإصغاء. غنى الإصغاء بين الأجيال، وقيمة الاعتراف بأنّنا نحتاج إلى بعضنا البعض، وبأنّ علينا العمل بجهد لتنمية فسحات، ولنحلم ونبني الغد منذ الآن.

ولكن ليس بشكل منفرد إنّما معًا، منشئين فسحة مشتركة.

أيُّها الشّباب! إنّ اللّه يدعوكم في جماعاتكم ومدنكم للذّهاب بحثًا عن الأجداد والمسنين؛ إلى النّهوض وإلى التّحدّث معًا وتحقيق حلم اللّه لكم. اليوم وليس غدًا، لأنّه حيث يكون كنزُكَ يكونُ قلبُكَ (راجع متّى 6، 21).

 

قد نمتلك كلّ شيء، ولكن إذا نَقص شغف المحبّة، نقص كلّ شيء. يسوع يريد أن يكون كنزنا. إنّ الرّبّ ورسالته هما حياتنا! "نَعَم" مريم قد رافقتنا بشكل خاصّ خلال هذه الأيّام، وكما حصل في مجمع النّاصرة، إنّ الرّبّ يقول لنا "اليوم تمَّت هذه الآيةُ بمسمَعٍ منكُم" (لوقا 4، 21).

 

أتريدون عيش واقعيّة محبّته؟ لتواصل "نَعَمَكم" في أن تكون المدخل لكي يهب الرّوح القدس عنصرةً جديدةً للعالم وللكنيسة."

 

وقبل نهاية الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ؛ وجّه عميد دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة، الكاردينال كيفين جوزيف فاريل كلمة شكر فيها الأب الأقدس، وأشار إلى أنّ ثمار خبرة اليوم العالميّ للشّباب ستظهر لاحقًا في الحياة اليوميّة.

وفي نهاية القدّاس الإلهيّ، وجّه البابا فرنسيس كلمةً قال فيها:

"في نهاية هذا الاحتفال أشكر اللّه لأنّه منحنا إمكانيّة أن نتقاسم هذه الأيام ونعيش مجدّدًا هذا اليوم العالميّ للشّباب. ومن ثمّ أُريدُ أن أُوجّه تحيّة شكر إلى رئيس جمهوريّة باناما السّيّد خوان كارلوس فاريلا رودريغيز على حضوره هذا الاحتفال، ورؤساء دول أخرى والسّلطات السّياسيّة والمدنيّة. كما أشكر رئيس أساقفة باناما، المطران خوسي دومينغو أولّوا ميندييتا، وأساقفة هذا البلد والدّول المجاورة على كلّ ما فعلوه لاستضافة الشّباب ومساعدتهم. وأشكر أيضًا جميع الأشخاص الذين ساعدونا، من خلال صلاتهم، والذين تعاونوا من خلال جهودهم ليجعلوا حلم اليوم العالميّ للشّباب في هذا البلد حقيقة. وأخيرًا، تحيّة شكر إلى الشّباب! واصلوا السّير، واصلوا عيش الإيمان ومقاسمته. وأطلب منكم أن لا يفتر ما عشتموه خلال هذه الأيّام. عودوا إلى رعاياكم وجماعاتكم وإلى عائلاتكم وأصدقائكم، وانقلوا هذه الخبرة لكي يتمكّن آخرون من التّحرّك بالقوّة والفرح اللّذين في داخلكم. ومع مريم، واصلوا قول "نَعَم" للحلم الذي زرعه اللّه فيكم."

هذا وستستضيف ليشبونة في البرتغال اليوم العالميّ القادم للشّباب عام 2022.