الفاتيكان
15 حزيران 2022, 08:50

البابا فرنسيس سيحمل كينشاسا إلى بازيليك القدّيس بطرس في 3 تمّوز/ يوليو

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما أعلنه البابا فرنسيس خلال لقائه المشاركين في المجمع العامّ لمرسلي أفريقيا، حيث سيحتفل بالقدّاس مع الكونغوليّين المقيمين في روما، في اليوم الّذي كان من المفترض أن يزورهم في بلادهم.

وفي كلمة توجّه بها إلى زوّاره، قال البابا فرنسيس بحسب "فاتيكان نيوز":

"لسوء الحظّ، ومع الأسف الشّديد، اضطررت إلى تأجيل الرّحلة إلى الكونغو وجنوب السّودان. في الحقيقة، في مثل سنّي، ليس من السّهل الذّهاب في رسالة! لكن صلواتكم ومثالكم يعطوني الشّجاعة، وأنا واثق من قدرتي على زيارة هذه الشّعوب الّتي أحملها في قلبي. وبالتّالي في الثّالث من تمّوز يوليو، اليوم الّذي كان من المفترض أن أحتفل فيه بالقدّاس الإلهيّ في كينشاسا. سنحمل كينشاسا إلى بازيليك القدّيس بطرس، وهناك سنحتفل مع جميع الكونغوليّين المقيمين في روما، وهم كثيرون! أتذكّر الاحتفال بالذّكرى السّنويّة الخمسين بعد المائة لتأسيسكم، والّذي عشناه معًا لثلاث سنوات خلت مع أخواتكم المرسلات. من فضلكم إحملوا لهنَّ تحيّاتي أيضًا!

في هذا المجمع العامّ اخترتم أن تعملوا حول الرّسالة كشهادة نبويّة. سوف نتأمّل بإيجاز حول هذا الموضوع. لكن أودّ أوّلاً أن أقول لكم إنّني استمتعت حقًّا لسماعي أنّكم عشتم هذه الأيّام "بامتنان" و"رجاء". إنّه أمر جميل جدًّا. إنّ النّظر إلى الماضي بامتنان هو علامة على صحّة روحيّة جيّدة؛ إنّه موقف "تثنية الاشتراع" الّذي علّمه الله لشعبه. تعزيز الذّكرى الممتنّة للمسيرة الّتي جعلنا الرّبّ نقوم بها. وهذا الامتنان هو ما يغذّي شعلة الرّجاء. إنّ الّذي لا يعرف كيف يشكر الله على العطايا الّتي زرعها على طول المسيرة- رغم كونها مُتعبة وأليمة في بعض الأحيان- لا يملك حتّى روحًا مليئة بالرّجاء، منفتحة على مفاجآت الله وواثقة في عنايته. إنَّ هذا الموقف الرّوحيّ بشكل خاصّ هو حاسم لكي تنضج بذور الدّعوة الّتي يبعثها الرّبّ بروحه وكلمته. إنّ الجماعة الّتي يعرف فيها الأشخاص كيف يقولون "شكرًا" لله وللإخوّة، والّتي يساعد فيها الأشخاص بعضهم البعض لكي يرجوا في الرّبّ القائم من بين الأموات هي جماعة تجذب وتعضد الّذين قد دُعوا. لذلك استمرّوا على هذا النّحو: بالامتنان والرّجاء.

نأتي الآن إلى موضوع الرّسالة كشهادة نبويّة. هنا تكون على المحكّ الأمانة لجذوركم، للموهبة الّتي أوكلها الرّوح القدس إلى الكاردينال لافيجيري. إنَّ العالم يتغيّر، وأفريقيا تتغيّر أيضًا، لكنَّ تلك العطيّة تحتفظ بمعناها وقوّتها. وتحفظهما فيكم بقدر ما تقودكم دائمًا إلى المسيح وإلى الإنجيل. لأنّه إذا فسد الملح، فأيّ شيء يملّحه؟ لقد ذكّر الأب العامّ بالنّصيحة الّتي كان المؤسّس يكرّرها: "كونوا رسلاً، لا شيء إلّا رسل!". ورسول يسوع المسيح ليس شخصًا يقتنص، وليس مديرًا، وليس محاضرًا موهوبًا، وليس "ساحرًا" لتكنولوجيا المعلومات، لا، الرّسول هو شاهد. وهذا الأمر يصلح دائمًا وفي كلّ مكان في الكنيسة، ولكنّه ينطبق بشكل خاصّ على الّذين، مثلكم، قد دعوا غالبًا لكي يعيشوا الرّسالة في سياقات البشارة الأولى أو سياقات تكون فيها الدّيانة الإسلاميّة هي السّائدة.

إنَّ الشّهادة تعني في الأساس شيئين: الصّلاة والأخوَّة. قلب منفتح على الله وقلب منفتح على الإخوة والأخوات. إنّها أوّلاً، أن تكون في حضرة الله، وأن تسمح له بأن ينظر إليك، يوميًّا، في السّجود للقربان المقدّس. من هناك نستقي الحيويّة، من "الثّبات فيه"، في المسيح، الّذي هو شرط أن نكون رسلًا. إنّها مفارقة الرّسالة: لا يمكنك أن تنطلق إلّا إذا ثبُتَّ فيه. لقد تمّ مؤخّرًا اقتراح شهادة شارل دي فوكو إلى إكرام الكنيسة الجامعة: إنّها موهبة أخرى، بالتّأكيد، ولكن لديها الكثير لتقوله لكم أيضًا، وكذلك لجميع المسيحيّين في عصرنا. فهو انطلاقًا من خبرته العميقة لله، شرع في مسيرة تحوُّلٍ بلغت به إلى أن يشعر بأنّه أخ للجميع. الصّلاة والأخوّة: على الكنيسة أن تعود إلى هذه النّواة الجوهريّة، إلى هذه البساطة المتألّقة، بالطّبع ليس بشكل موحّد، وإنّما بتنوّع مواهبها وخدمتها ومؤسّساتها؛ لكن يجب أن يكشف كلّ شيء عن هذه النّواة الأصليّة، الّتي تعود إلى العنصرة وإلى الجماعة الأولى الّتي يصفها لنا كتاب أعمال الرّسل.

غالبًا ما يقودنا إلى التّفكير في النّبوءة كواقع فرديّ- وهذا بُعد يبقى صحيحًا على الدّوام، على مثال أنبياء إسرائيل-. لكن النّبوءة هي أيضًا، وأودّ أن أقول قبل كلّ شيء جماعيّة: إنّها الجماعة الّتي تقدّم الشّهادة النّبويّة. أفكّر في أخوّياتكم، المكوّنة من أشخاص من بلدان عديدة، وثقافات مختلفة. إنَّ الأمر ليس سهلاً، إنّه تحدٍّ لا يمكن قبوله إلّا بالاعتماد على معونة الرّوح القدس. ومن ثمّ فإنّ جماعتكم الصّغيرة، الّتي تعيش من الصّلاة والأخوَّة، مدعوّة بدورها لكي تتحاور مع البيئة الّتي تعيش فيها، مع النّاس، ومع الثّقافة المحلّيّة. في هذه السّياقات، حيث غالبًا، بالإضافة إلى الفقر تختبرون أيضًا انعدام الأمن والخطر، يتمّ إرسالكم لكي تعيشوا فرح البشارة اللّطيف. أشكر الرّبّ معكم على هذه العطيّة العظيمة.

لترافقكم العذراء مريم سيّدة أفريقيا وتحميكم. أصلّي من أجلكم وأمنحكم بركتي. إحملوها أيضًا إلى الإخوة والمؤمنين في جماعاتكم. ورجاء لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي".