الفاتيكان
13 أيار 2019, 07:52

البابا فرنسيس سام 19 كاهنًا جديدًا، فبماذا أوصاهم؟

سام البابا فرنسيس 19 كاهنًا جديدًا، خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه الأحد في بازيليك القدّيس بطرس- الفاتيكان، ودعا في عظته الكهنة الجدد إلى المشاركة بفرح في رسالة المسيح كمعلّم وكاهن وراع، وإلى عيش خدمتهم الكهنوتية في المسيح بمحبّة صادقة، وإلى الاهتمام بإرضاء الله وحده لا بإرضاء الذّات. وتوجّه إليهم قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز":

"الأخوة والأخوات الأعزّاء، أبناؤنا وأخوتنا هؤلاء دعيوا للخدمة الكهنوتيّة، وسيفيدنا جميعًا أن نتأمّل بانتباه في الخدمة الّتي رُفعوا إليها في الكنيسة. كما تعلمون جيّدًا الرّبّ يسوع هو وحده الكاهن الأعظم في العهد الجديد، ولكن فيه أصبح شعب الله المقدّس كلّه شعبًا كهنوتيًّا. إلّا أنّ الرّبّ يسوع يريد اختيار البعض بشكل خاصّ من بين جميع تلاميذه وذلك لكي، وعبر قيامهم بالخدمة الكهنوتيّة في الكنيسة باسمه من أجل البشر جميعًا، يواصلوا رسالته كمعلّم وكاهن وراع. وكما أنّه لهذا أرسله الآب، فهكذا أرسل هو بدوره في العالم الرّسل أوّلاً ثمّ الأساقفة وخلفاءهم ثمّ الكهنة كمعاونين لهم، مدعوّين، متّحدين معهم في الخدمة الكهنوتيّة، إلى خدمة شعب الله.
إنّ مَن سيمنحهم اليوم السّيامة الكهنوتيّة سيكونون متشبّهين بالمسيح، الكاهن الأعظم، وهكذا يكونون واعظين للإنجيل ورعاة لشعب الله ويرأسون احتفالات العبادة، لاسيّما الاحتفال بالإفخارستيّا. أدعو الكهنة الجدد إلى التّفكير في أنّهم بقيامهم بهذه الخدمة سيشاركون في رسالة المسيح، المعلّم الأوحد، وأن يقدّموا للجميع كلمة الله الّتي نالوها بفرح وأن يقرؤوا كلمة الرّبّ ويتأمّلوا فيها كي يعلّموا ما تعلّموه في الإيمان ويعيشوا ما يعلِّمونه. إنّه لا يمكن أبدًا إلقاء عظة بدون الكثير من الصّلاة، وذلك لتكون عقيدتهم الغذاء لشعب الله، إنّ العقيدة تكون مثمرة حين تأتي من القلب وتنبع من الصّلاة. أدعوهم إلى أن يحاكوا ما يحتفلون به، وذلك لأنّهم بمشاركتهم في سرّ موت الرّبّ وقيامته يحملون موت المسيح في أعضائهم ويسيرون معه في حياة جديدة. الرّبّ أراد أن يخلّصنا مجّانًا، كما وقال لنا "أخذتم مجانًا فمجانًا أعطوا". إنّ الاحتفال الإفخارستيّ هو ذروة مجانيّة الرّبّ لا تلوّثوها بمصالح مسكينة.
من خلال سرّ العماد تُضيفون مؤمنين جددًا إلى شعب الله، وبواسطة سرّ التّوبة تغفرون الخطايا باسم المسيح والكنيسة. لا تكلّوا أبدًا من أن تكونوا رحماء كالآب، كيسوع الّذي كان رحومًا معنا جميعًا".
ثمّ توقّف البابا عند مسحة المرضى، ودعا الكهنة الجدد إلى تخصيص الوقت لزيارة المرضى، وأن يكونوا صوت الله والبشريّة كلّها، والعمل على جمع المؤمنين في عائلة واحدة، وذلك من خلال مشاركتهم في رسالة المسيح في شركة بنويّة مع الأساقفة.
وأوصاهم أخيرًا على "قرب الكاهن من الله في الصّلاة، من الأسقف كأب، من الكهنة الآخرين كأخوة وبدون التّحدّث بسوء أحدهم عن الآخر، وأيضًا القرب من شعب الله"، ووضع نصب أعينهم مثال الرّاعي الصّالح الّذي ما جاء ليُخدَم بل ليَخدم".