الفاتيكان
04 كانون الأول 2018, 06:00

البابا فرنسيس: زمن المجيء زمن ملائم لتنقية الرّوح والنّموّ في الإيمان

حمّل البابا فرنسيس زمن المجيء ثلاثة أبعاد: الماضي والمستقبل والحاضر، وذلك أثناء قدّاسه الصّباحيّ أمس في كابيلا القدّيسة مرتا في الفاتيكان، مشدّدًا على أنّ هذا الزّمن هو "زمن ملائم لتنقية الرّوح والنّموّ في الإيمان".

 

وفي هذا الإطار تابع قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": "اليوم أيضًا يمكننا أن نعتاد على الإيمان وننسى حيويّته وبالتّالي نفقد القوّة الّتي تميِّزه حداثته الّتي تتجدّد على الدّوام.

 إنَّ البعد الأوّل لزمن المجيء هو الماضي: تنقية الذّاكرة وبالتّالي علينا أن نتذكّر جيّدًا أنّ من ولد ليس شجرة الميلاد، الّتي هي بالتّأكيد علامة جميلة وإنّما من ولد هو يسوع المسيح. لقد ولد الرّبّ، ولد الفادي الّذي جاء ليخلِّصنا. نعم إنّه عيد وهناك خطر على الدّوام ولدينا التّجربة لتحويل عيد الميلاد إلى عيد دنيويّ. وعندما نتوقّف عن التّأمُّل بالعيد– عيد العائلة الّذي يتمحور حول يسوع– ويصبح العيد دنيويًّا: شراء وهدايا... يبقى الرّبّ خارجًا وننساه. لقد ولد الرّبّ في بيت لحم نعم ولكنّه يولد في حياتنا أيضًا، وزمن المجيء هو لتنقية الزّمن الماضي.

يفيد زمن المجيء أيضًا في تنقية الرّجاء والتّحضير للّقاء النّهائيّ مع الرّبّ لأنّ الرّبّ الّذي أتى سوف يعود، وسيعود ليسألنا: "كيف كانت حياتك؟". سيكون لقاء شخصيّ. نحن نعيش اللّقاء الشّخصيّ مع الرّبّ اليوم في الإفخارستيّا ولكن لا يمكننا أن نعيش لقاء شخصيًّا مع ميلاد ألفي سنة خلت ولكنّنا نملك ذكرى هذا الميلاد ولكن عندما سيعود الرّبّ سيتمُّ هذا اللّقاء الشّخصيّ وهذا هو تنقية الرّجاء.

منم هنا أدعوكم لتعزيز بُعد الإيمان اليوميّ بالرّغم من الاهتمامات والاضطرابات من خلال حراسة البيت الدّاخليّ. إنَّ إلهنا في الواقع هو إله المفاجآت وعلى المسيحيّين أن يتنبّهوا يوميًّا على العلامات الّتي يعطينا إيّاها الآب السّماويّ في حديثه معنا في الحاضر. وبالتّالي فالبعد الثّالث هو يوميّ وهو تنقية السّهر؛ لأنّ السّهر والصّلاة هما الكلمتان لزمن المجيء لأنّ الرّبّ قد أتى في تاريخ بيت لحم وسيأتي في نهاية العالم ونهاية حياة كلِّ فرد منّا ولكنّه يأتي يوميًّا وفي كلِّ لحظة إلى قلبنا من خلال إلهام الرّوح القدس".