البابا فرنسيس: رسالة الكنيسة تقوم على الصّلاة، وهي متنقّلة وتتطلّب التّخلّي والفقر
وبحسب "فاتيكان نيوز"، شدّد البابا أوّلًا على الرّقم 72 مبيّنًا أنّه يدلّ "على الأرجح إلى جميع الأمم، حيث يذكر سفر التّكوين 72 أمّة مختلفة (راجع تك 10، 1-32).
وتابع: "إنّ هذا الحدث يصوّر رسالة الكنيسة أيّ إعلان الإنجيل لجميع الأمم"، مذكّرًا بكلمات يسوع إلى التّلاميذ: "الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه" (لوقا 10، 2). وركّز على أنّ "وصيّة يسوع هذه مستمرّة دائمًا، فعلينا دائمًا أن نتضرّع إلى الله كي يرسل عمَلة للعمل في حقله الّذي هو العالم. إنّ على كلّ منّا أن يفعل هذا بقلب مفتوح وبتصرّف إرساليّ، وإنّ صلاتنا يجب ألّا تقتصر فقط على احتياجاتنا. إنّ الصّلاة تصبح مسيحيّة حقًّا حين يكون لها بعد جامع أيضًا.
يسوع قد أعطى التّلاميذ الإثنين والسّبعين توجيهات محدّدة تعكس صفات الرّسالة، فأوصاهم أوّلًا بالصّلاة كما رأينا ثمّ بأن يذهبوا. ثمّ قال لهم "لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَدًا... وقولوا السَّلامُ على هذا البَيت... وأَقيموا في ذلكَ البَيتِ... ولا تَنتَقّلوا مِن بَيتٍ إِلى بَيت، واشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله... وإن ولم يَقبَلوكم فاخرُجوا إِلى ساحاتِها" (راجع لوقا 10، 2-10). إنّ أوامر يسوع هذه تُظهر أنّ الرّسالة تقوم على الصّلاة، وأنّها متنقّلة وتتطلّب التّخلّي والفقر، وتحمل السّلام والشّفاء، علامات اقتراب ملكوت الله، وأنّها ليس ضمًّا بغيضًا بل هي إعلان وشهادة. الرّسالة تتطلّب أيضًا الصّراحة والحرّيّة الإنجيليّة في المغادرة مع كشف مسؤوليّة رفض رسالة الخلاص ولكن بدون إدانة أو لعن".
وتابع البابا فرنسيس كلامه عن الرّسالة مؤكّدًا "أنّها إذا عيشت بهذا الشّكل فسيطبعها الفرح"، وذكّر هنا بحديث الإنجيليّ لوقا عن عودة التّلاميذ الإثنين والسّبعين فرحين (راجع (لوقا 10، 17). إلّا أّن هذا ليس فرحًا عابرًا ينتج عن نجاح الرّسالة، بل هو فرح متجذّر في الوعد، وكما يقول يسوع "بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات" (20). إنّ يسوع يقصد بهذه العبارة الفرح الدّاخليّ الّذي لا يتحطّم، الّذي يولد من الوعي بأنّهم مدعوّون من الله إلى أن يتبعوا ابنه، فرح أن يكونوا تلاميذه". وبعدها شجّع البابا فرنسيس الجميع على أن "يفكّر كلّ منهم في الإسم الّذي تلقّاه يوم معموديّته، فهذا الاسم هو "مكتوب في السّموات"، في قلب الله الآب. وهذا الفرح بهذه العطيّة هو ما يجعل كلّ تلميذ مرسَلًا، يسير برفقة الرّبّ يسوع ويتعلّم منه بذل الذّات بلا تردّد من أجل الآخرين متحرّرًا من ذاته ومن أملاكه".
وقبل صلاة التّبشير الملائكيّ طلب البابا فرنسيس حماية مريم القدّوسة كي "تدعم في كلّ مكان رسالة تلاميذ المسيح، رسالة الإعلان للجميع بأنّ الله يحبّنا، يريد أن يخلِّصنا، ويدعونا إلى أن نكون جزءًا من ملكوته".