البابا فرنسيس: درب المحبّة تنطلق من القلب
هذا الكلام جاء ظهر الأحد قبيل التّبشير الملائكيّ، إذ استهلّ كلامه قائلًا: "في إنجيل اليوم يريد يسوع مساعدة مستمعيه للقيام بمقاربة صحيحة لتعليمات الوصايا المعطاة لموسى، ويحثّ على الانفتاح على الله الذي يعلّمنا الحرّيّة الحقيقيّة والمسؤوليّة بواسطة الشّريعة" مضيفًا أنّ ذلك يعني عيشها كأداة حرّيّة تساعدنا كي لا نكون عبيدًا للأهواء والخطيئة"، مؤكّدًا أنّه "عندما يتمّ الاستسلام للإغراءات والأهواء، نصبح غير قادرين على إدارة حياتنا بإرادة ومسؤوليّة.
توقّف البابا عند كلمات يسوع "سمعتُم أنّه قيل... أمّا أنا فأقولُ لكم"، وفي إشارة إلى القتل، الزّنى، الطّلاق والحلف، تابع يقول نقلًا عن "فاتيكان نيوز": "إنّ يسوع لا يلغي التّعليمات المتعلّقة بهذه المسائل إنّما يشرح معناها الكامل ويشير إلى الرّوح الّتي بها ينبغي حفظها. ويشجّع على الانتقال من الحفظ الشّكليّ للشّريعة إلى الحفظ الجوهريّ من خلال قبول الشّريعة في القلب الّذي هو مركز نوايا وقرارات وكلمات وأفعال كلّ واحد منّا. من القلب تنطلق الأعمال الجيّدة وتلك السّيّئة... ومن خلال قبول شريعة الله في القلب، نفهم أنّه عندما لا نحبّ القريب، نقتل بشكل ما أنفسنا والآخرين لأنّ الكراهيّة والخصومة والانقسام تقتل المحبّة الأخويّة الّتي هي أساس العلاقات بين الأشخاص. ومن خلال قبول شريعة الله في القلب نفهم أنّ الرّغبات ينبغي توجيهها لأنّ ليس كلّ شيء نرغبه من الممكن الحصول عليه، ولأنّ ليس من الجيّد الاستسلام لمشاعر أنانيّة وتملّكيّة. فعندما يتمّ استقبال شريعة الله في القلب ندرك أنّه ينبغي التّخلّي عن أسلوب حياة لا يتمّ فيه الإيفاء بالوعود، وينبغي التّحلّي بتصرّف صدق كامل مع الجميع.
إنّ يسوع يعرف أنّه ليس من السّهل عيش الوصايا بهذا الشّكل العميق، ولهذا يقدّم لنا معونة محبّته، فقد جاء إلى العالم ليس فقط ليكمل الشّريعة وإنّما أيضًا ليعطينا نعمته، فنتمكّن هكذا من أن نعمل مشيئة الله، من خلال محبّته ومحبّة الإخوة. إنّ ذلك يعني الثّقة به والاتّكال عليه وقبول اليد الّتي يمدّها لنا بشكل مستمرّ، كي يؤازر عونه المفعم بالصّلاح والرّحمة جهودنا والتزامنا".
وفي الختام، سأل البابا معونة مريم العذراء لاتّباع هذا الدّرب من أجل بلوغ الفرح الحقيقيّ ونشر العدالة والسّلام في كلّ مكان.