الفاتيكان
12 أيار 2021, 06:30

البابا فرنسيس: خدمة أستاذ التّعليم المسيحيّ ضرورة ملحّة للبشارة في العالم المعاصر

تيلي لوميار/ نورسات
"في سياق البشارة في العالم المعاصر وإزاء "فرض ثقافة معولمة، من الضّروريّ الاعتراف بحضور العلمانيّين والعلمانيّات الّذين، بحكم معموديّتهم، يشعرون بأنّهم مدعوّون للتّعاون في خدمة التّعليم المسيحيّ". هذا ما يشدّد عليه البابا فرنسيس في الإرادة الرّسوليّة "Antiquum ministerium" الّتي وقّعها الإثنين في الذّكرى اللّيتورجيّة لكاهن وملفان للكنيسة القدّيس يوحنّا دي أفيلا، والّتي يؤسّس فيها خدمة أستاذ التّعليم المسيحيّ كـ"ضرورة مُلحّة للبشارة في العالم المعاصر، يجب أن يقوم بها العلمانيّون من دون الوقوع في الإكليروسيّة".

وفي الإرادة المذكورة، يؤكّد البابا على أهمّيّة "لقاء حقيقيّ مع الأجيال الشّابّة"، وكذلك على "الحاجة إلى منهجيّات وأدوات خلّاقة تجعل إعلان الإنجيل صادقًا مع التّحوّل الرّسوليّ للكنيسة".  

وشدّد البابا على أهمّيّة مهمّة أستاذ التّعليم المسيحيّ وضرورتها "لتنمية الجماعة المسيحيّة"، فهذا الأستاذ بوصف البابا هو "شاهد للإيمان، معلّم، صوفيّ، رفيق ومربّي"، "يضع نفسه في الخدمة الرّاعوية لنقل الإيمان من البشارة الأولى إلى التّحضير لأسرار التّنشئة المسيحيّة، وصولاً إلى التّنشئة الدائمة". ولفت إلى أنّ هذا كلّه ممكن فقط "من خلال الصّلاة والدّراسة والمشاركة المباشرة في حياة الجماعة"، لكي تتطوّر هويّة أُستاذ التّعليم المسيحيّ "بالصّدق والمسؤوليّة".  

وأشارت الإرادة الرّسوليّة في سطورها إلى أنّ الخدمة العلمانيّة لأساتذة التّعليم المسيحيّ تملك "قيمة قويّة للدّعوة" لأنّها "خدمة ثابتة يتمّ تقديمها إلى الكنيسة المحلّيّة"، وتتطلّب "تمييزًا مناسبًا من قبل الأسقف" ورتبة طقسيّة خاصّة سيعمل مجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الاسرار المقدّسة على نشرها قريبًا.  

من هنا يجب على أساتذة التّعليم المسيحيّ "أن يكونوا رجالاً ونساء ذوي إيمان عميق ونضج إنسانيّ؛ وأن يشاركوا بشكل ناشط في حياة الجماعة المسيحيّة؛ ويكونوا قادرين على القبول والسّخاء وحياة الشّركة الأخويّة؛ أن تتمَّ تنشئتهم من وجهة نظر كتابيّة ولاهوتيّة ورعويّة وتربويّة؛ وأن يكونوا قد اكتسبوا خبرة سابقة في التّعليم المسيحيّ، وأن يتعاونوا بأمانة مع الكهنة والشّمامسة حرّكهم الحماس الرّسوليِّ الحقيقيّ."

وفي الختام، دعا البابا مجالس الأساقفة إلى تفعيل خدمة الأساتذة من خلال إنشاء مسيرة تنشئة ووضع المعايير القانونيّة الضّروريّة للحصول عليها، بشكل يتطابق مع هذه الإرادة الرّسوليّة الّذي يمكن تنفيذها، على أساس القوانين الخاصّة كذلك من قبل الكنائس الشّرقيّة.