الفاتيكان
03 حزيران 2022, 13:50

البابا فرنسيس: الوحدة هي عطيّة ونار تأتيان من السّماء

تيلي لوميار/ نورسات
في لقاء مع كهنة ورهبان الكنائس الشّرقيّة الأرثوذكسيّة صباحًا، شدّد البابا فرنسيس على أهمّيّة العمل من أجل تحقيق الوحدة المنشودة بين المسيحيّين.

في كلمته، توقّف الأب الأقدس عند كلمات مار بولس القائلة: "نعمة ربّنا يسوع المسيح، ومحبّة الله وشركة الرّوح القدس تكون معكم جميعًا"، موضحًا أنّ هذه التّحيّة "تفتتح غالبًا الاحتفال بالإفخارستيّا، على أمل أن يأتي اليوم الّذي يحتفل فيه جميع المسيحيّين معًا بسرّ الإفخارستيّا"، لافتًا إلى أنّ الزّيارة تأتي عشيّة عيد العنصرة، متوقّفًا عند بعض النّقاط الّتي يقترحها هذا الاحتفال والمتعلّقة بالوحدة الّتي يطمح إليها جميع المسيحيّين.

وأكّد البابا أنّ "الوحدة هي عطيّة ونار تأتيان من السّماء. ولهذا السّبب لا بدّ أن نصلّي ونعمل من أجلها، ونتحاور بلا كلل، ونستعدّ لقبول هذه النّعمة، مع أنّ بلوغ الوحدة ليس ثمرة عمل الأرض، بل عمل السّماء، وليس نتيجة لالتزامنا وجهودنا بل نتيجة لعمل الرّوح القدس، الّذي ينبغي أن نفتح له قلوبنا بثقة كي يقودنا نحو الشّركة التّامّة، مدركين أنّ الوحدة هي نعمة وهبة."

هذا ولفت إلى أنّ "عيد العنصرة يعلّمنا أنّ الوحدة هي تناغم"، وإلى أنّ "الوحدة ليست تماثلاً وليست ثمرة تنازلات أو توازنات دبلوماسيّة هشّة. إنّها في الواقع تناغم في إطار تنوّع المواهب الّتي يمنحها الرّوح القدس الّذي يحبّ أن يمنح التّعدّديّة والوحدة، في الآن معًا، تمامًا كما حصل يوم العنصرة، حيث لم يقتصر الكلام على لغة واحدة. التّناغم هو درب الرّوح القدس، لأنّه هو بحدّ ذاته تناغم، كما يقول القدّيس باسيليوس.

الوحدة هي مسيرة، فهي ليست مشروعًا يُكتب أو خطّة تُدرس مسبقًا. ولا تتحقّق من خلال الجمود إنّما بواسطة الحراك وديناميكيّة الرّوح القدس، بدءًا من العنصرة. وهذه الوحدة تنمو من خلال المقاسمة، خطوة تلو الأخرى، في إطار الاستعداد لتقبّل أفراح وأتعاب المسيرة، ومن خلال المفاجآت الّتي تبصر النّور أثناء المسيرة."  

وبحسب "فاتيكان نيوز"، ذكّر البابا بأنّ "القديس بولس الرّسول كتب في رسالته إلى أهل غلاطية أنّنا مدعوّون إلى السّير بحسب الرّوح القدس، وكما كان يقول القدّيس إرينيوس إنّ الكنيسة هي "قافلة من الأخوّة". وضمن هذه القافلة تنمو الوحدة وتنضج، وهي لا تأتي كمعجزة مفاجئة بل في إطار المقاسمة الصّبورة والمثابرة لمسيرة نقوم بها معًا.

أمّا البعد الرّابع والأخير لهذه الوحدة فهو أنّها مرتبطة بخصوبة إعلان الإنجيل"، وذكّر بالصّلاة الّتي رفعها يسوع إلى الآب سائلاً إيّاه أن يكونوا جميعهم واحدًا حتّى يؤمن العالم. إنّ الكنيسة صارت إرساليّة يوم العنصرة، وما يزال العالم ينتظر اليوم التّعرّف على إنجيل المحبّة والحرّيّة والسّلام، الّذي دُعينا جميعًا للشّهادة له، مع بعضنا البعض."

وفي الختام، أبدى البابا امتنانه للشّهادة المشتركة الّتي تقدّمها الكنائس الشّرقيّة الأرثوذكسيّة، وقال إنّه يفكّر بنوع خاصّ بمن ذرفوا دماءهم ثمنًا لإيمانهم بالمسيح، وشكر الجميع على بذور المحبّة والرّجاء الّتي يزرعونها، بإسم المصلوب والقائم من الموت، في مناطق ما تزال مطبوعة بالعنف وبصراعات.

وفي الختام، سأل البابا الجميع الصّلاة من أجله، وتلوا معًا صلاة "الأبانا".