البابا فرنسيس: الموت هو الّذي يسمح للحياة بأن تبقى حيّة
"تمامًا كما تولد الكلمات من الصّمت وتنتهي فيه ليسمح لنا بأن نصغي إلى معانيها هكذا يحصل في الحياة أيضًا، ربّما قد يبدو هذا الأمر متناقضًا ولكن الموت هو الّذي يسمح للحياة بأن تبقى حيّة.
إنّ الخاتمة هي الّتي تسمح بأن نتمكّن من كتابة الرّواية، وبأن نرسم لوحة ما وبأن يتعانق جسدان؛ ولكن تنبّهوا لأنّ الخاتمة ليست في النّهاية فقط وبالتّالي ربّما علينا أن نتنبّه لكلِّ خاتمة صغيرة في حياتنا اليوميّة، وبالتالي ليس فقط لخاتمة الرّواية الّتي لا نعرف أبدًا متى تنتهي وإنّما لكلِّ كلمة في نهاية كلِّ صمت وكلّ صفحة تمّت كتابتها. وحدها الحياة المتنبّهة لهذه اللّحظة تتحقّق بالكامل وتجعل هذه اللّحظة تدوم إلى الأبد.
إنّ الموت يذكّرنا بعدم تمكّننا من فهم كلّ شيء، وبالتّالي فهو صفعة قويّة لوهمنا بالسّلطة والجبروت. فهو يعلّمنا في أن ندخل في علاقة مع السّرّ في حياتنا، وأنّ هناك منذ الأزل وإلى الأبد من هو حاضر ليعضدنا، قبل وبعد النّهاية. إنّ هناك ثلاثة أشكال للموت إذ تفرغنا من جهة تملؤنا بالحياة من جهة أخرى: موت كلِّ لحظة، موت الـ"أنا"، وموت عالم يترك المجال لعالم جديد.
إن لم يكن الموت يملك الكلمة الأخيرة فذلك لأنّنا تعلّمنا في حياتنا أن نموت من أجل الآخرين."
إشارة إلى أنّ "Scholas Occurrentes" هي منظّمة دوليّة ذات حقٍّ حبريّ أنشأها البابا فرنسيس، وهي حاضرة في 190 بلدًا من خلال شبكة تضمُّ خمسمائة ألف مدرسة وشبكات تربويّة عامّة وخاصّة تابعة لمختلف الطّوائف الدّينيّة، هدفها تعزيز ثقافة اللّقاء من أجل السّلام من خلال التّربية.