الفاتيكان
07 تشرين الأول 2018, 11:00

البابا فرنسيس: المعنى الحقيقيّ للسّلطة هو الخدمة

صدق في القول والفعل، إصغاء للمسنين، وقبول الآخر هذه هي المواضيع التي تحدّث عنها البابا فرنسيس مع شبيبة روما مساء السّبت في قاعة بولس السّادس في الفاتيكان.


 

وبحسب "فاتيكان نيوز"، لمناسبة انعقاد الجمعيّة العامّة العادّيّة الخّامسة عشرة لسينودس الأساقفة حوّل موضوع "الشّباب، الإيمان وتمييز الدّعوات"، التقى قداسة البابا فرنسيس مساء السّبت شبيبة روما في قاعة بولس السّادس بالفاتيكان. ووجّه الأبّ الأقدّس كلمة عفويّة إنطلاقًا من خبرات الشّباب التي سمعها وقال إصنعوا دربكم بأنفسكم كونوا شبابًا ينظرون إلى الأفق ولا إلى انعكاسهم في المرآة. بعدها أشار الأبّ الأقدس إلى تأثّره بسؤال أحد الشّباب حول الصّدق في القول والفعل، وأكّد أنّه يفهم كم يؤثِّر غياب الصّدق على الشّباب ككنيسة تبشّر بالتّطويبّات وتسير بحسب روح العالم، ودعا الشّباب في هذا السّياق ليكونوا صادقين في مسيرتهم.

وفي جوابه على سؤال أحد الشّباب حول إمكانيّة الدّخول في عالم السّياسة بدون التّخلّي عن القيم المسيحيّة، قال البابا فرنسيس "هناك مشكلة عدم المساواة: يُفقد معنى السّلطة ويُفقد أيضًا ما علّمنا يسوع إياه أيّ سلطة الخدمة لأن المعنى الحقيقيّ للسّلطة هو الخدمة وإلاّ تصبح السّلطة أنانيّة واستعبادًا للآخر لا يسمح له بالنّضوج؛ فيما أنّ هدف السّلطة الأساسيّ هو نموّ الأشخاص ونضوجهم". وبالتّالي دعا الحبر الأعظّم الشّباب "ليعيشوا بدون أنّ يستسلموا للإيديولوجيّات والسّوق"، وقال "أنتم الشّباب لا تقدّرون بثمن، فلا تسمحوا أنّ يتمَّ شراؤكم ولا تسمحوا أنّ يتمَّ اغواءكم أو استعبادكم من قبل إيديولوجيّات تضع أفكارًا غريبة في رؤوسكم وتجعلكم تفشلون في الحياة."

وحول استعمال الانترنت، دعا الأبّ الاقدّس الشّباب ليحافظوا على الحياة الملموسة والعلاقات مع الآخرين لكي لا ينتهي بهم الأمر في علاقات افتراضيّة وغير حقيقيّة. هذا وتوقّف البابا فرنسيس في كلمته عند أحد المواضيع الحاليّة والملحّة وهو الاستقبال الّذي يبدو أنّه يغيب أكثر فأكثر ليترك مكانه لموقف يرى في الغريب والمختلف والمهاجر خطرًا وشرًّا وعدوًّا.

وفي ختام كلمته دعا الأبّ الأقدّس الشّباب للحوار مع المسنّين والأجداد لأنّهم جذورهم، الجذور الّتي ستجعلهم ينمون ويزهرون ويثمرون، وقال "خذوا الجذور وسيروا قدمًا لكي تثمروا وتصبحوا بدوركم جذورًا للآخرين!".