الفاتيكان
06 نيسان 2021, 05:55

البابا فرنسيس: المسيح حيّ وهو يرافق حياتي ويقيم بقربي

تيلي لوميار/ نورسات
في الإثنين الأوّل بعد الفصح، في "إثنين الملاك"، تلا البابا فرنسيس ظهرًا صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء"، من مكتبة القصر الرّسوليّ بالفاتيكان حيث ألقى كلمة قبيل الصّلاة ألقى قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"إنَّ يوم الإثنين بعد عيد الفصح يسمّى أيضًا إثنين الملاك، لأنّنا نتذكّر لقاء الملاك بالنّساء اللّواتي إذ وصلنَ إلى قبر يسوع، قال الملاك لهنّ: "لا تَرتَعِبنَ! أَنتُنَّ تَطلُبْنَ يسوعَ النَّاصريَّ المَصْلوب. إِنَّه قامَ وليسَ ههُنا". هذه العبارة "إنّه قام" تذهب أبعد من القدرات البشريّة. حتّى النّساء اللّواتي ذهبن إلى القبر ووجدنه مفتوحًا وفارغًا، لم يستطعن أن يؤكِّدنَ: "أنّه قام"، وإنّما فقط أنّ القبر كان فارغًا. وحده الملاك كان باستطاعته أن يقول إنّ يسوع قد قام، تمامًا كما قال ملاك لمريم: "ستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا... سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى".

يخبر الإنجيليّ متّى أنّه عند فجر ذلك الأحد "حَدَثَ زِلزالٌ شديدٌ. ذلك بِأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ وجاءَ إِلى الحَجَرِ فدَحرَجَه وجلَسَ علَيه". ذلك الحجر الكبير، الّذي كان يجب أن يكون ختم انتصار الشّرّ والموت، قد وُضِع تحت الأقدام، وأصبح مسندًا لقدميّ ملاك الرّبّ. لقد ذهبت كلّ خطط ودفاعات أعداء ومضطهدي يسوع سدى. لقد سقطت جميع الأختام وصورة الملاك الجالس على حجر القبر هي العلامة الملموسة والمرئيّة لانتصار الله على الشّرّ، وعلامة انتصار المسيح على رئيس هذا العالم، والنّور على الظّلمة. إنَّ قبر يسوع لم يُكشف بواسطة ظاهرة حسّيّة، وإنّما بواسطة تدخُّل الرّبّ. ويضيف الإنجيليّ متّى أنّ مظهر الملاك كان "كالبَرْق ولِباسُه أَبيضَ كالثَّلْج". هذه التّفاصيل هي رموز تؤكّد تدخّل الله نفسه، حامل حقبة جديدة، في آخر أزمنة التّاريخ، لأنّه ومع قيامة يسوع يبدأ الزّمن الأخير من التّاريخ الّذي ربّما قد يدوم لألف سنة ولكنّه الزّمن الأخير.

إزاء تدخّل الله هذا تحدث ردّة فعل مزدوجة. ردّة فعل الحرّاس، الّذين لم يتمكّنوا من مواجهة قوّة الله الجارفة وأطاح بهم زلزال داخليّ: لقد صُدموا. لقد أطاحت قوّة القيامة بالّذين تمَّ استخدامهم لضمان انتصار الموت الظّاهريّ. أمّا ردّة فعل النّساء فكانت مختلفةً تمامًا، لأنّ ملاك الرّبّ دعاهنَّ بوضوحٍ لكي لا يخفنَ قائلاً: "لا تَرتَعِبنَ!" ولكي لا يبحثنَ عن يسوع في القبر.

يمكننا أن نجمع من كلمات الملاك تعليمًا ثمينًا: لا نتعبنَّ أبدًا من البحث عن المسيح القائم من بين الأموات، الّذي يعطي الحياة بوفرة للّذين يلتقون به. إنَّ العثور على المسيح يعني اكتشاف سلام القلب. والنّساء في الإنجيل شعرنَ، بعد الاضطراب الأوّليّ، بفرح كبير في العثور على المعلِّم حيًّا. في هذا الزّمن الفصحيّ، أتمنّى للجميع أن يعيشوا هذه الخبرة الرّوحيّة، ويقبلوا في قلوبهم وبيوتهم وعائلاتهم إعلان الفصح السّارّ: "المسيح القائم من الموت لن يموت بعد الآن، ولم يعد للموت سلطان عليه"، المسيح حيّ وهو يرافق حياتي ويقيم بقربي. المسيح يقرع على باب قلبي لكي أسمح له بالدّخول. إنّ المسيح حيّ وفي أيّام الفصح هذه سيفيدنا أن نكرّر هذه الكلمات: إنّ الرّبّ حيّ!

يقودنا هذا اليقين لكي نصلّي اليوم وطوال فترة عيد الفصح: صلاة "Regina Caeli, laetare" أيّ إفرحي يا ملكة السّماء. هكذا حيّاها الملاك جبرائيل في المرّة الأولى: "إفَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعمَةً". والآن قد اكتمل فرح مريم: يسوع حيّ، وقد انتصرت المحبّة. ليكن هذا فرحنا نحن أيضًا!

بعد الصّلاة، حيا الأب الأقدس المؤمنين الّذين يتابعون هذا اللّقاء عبر شبكات التّواصل الاجتماعيّ وقال: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في جوّ عيد الفصح الّذي يميّز هذا اليوم، أحيّي بحرارة جميع الّذين شاركوا في وقفة الصّلاة هذه من خلال وسائل التّواصل الاجتماعيّ. يتوجّه فكري بشكل خاصّ إلى المسنّين، والمرضى، الّذين يتابعوننا من منازلهم أو من دور الرّاحة ودور رعاية المسنّين؛ وأوجّه لهم كلمة تشجيع وامتنان لشهادتهم: أنا قريب منهم. وأتمنّى لكم جميعًا أن تقضوا بإيمان أيّام ثمانيّة الفصح الّتي تستمرُّ فيها ذكرى قيامة المسيح. إغتنموا كلّ فرصة لكي تكونوا شهودًا لفرح الرّبّ القائم من بين الأموات وسلامه. أتمنّى للجميع فصحًا مجيدًا ومُفعمًا بالسّلام! ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."