البابا فرنسيس: المسيحيّ الذي لا يعرف كيف يتّهم نفسه ليس مسيحيًّا صالحًا
"هناك موقف لا يسمح الرّبّ به وهو الرّياء، وهذا ما يحدث في إنجيل اليوم، تتمّ دعوة يسوع إلى الغداء وإنّما لإدانته وليس لخلق صداقة معه. فالرّياء هو الظهور بأسلوب ما فيما يكون المرء مختلفًا تمامًا عمّا يظهر عليه، وكذلك الرّياء هو أيضًا أن نفكّر في الخفاء بشكل مختلف عمّا نظهره.
إنّ يسوع لا يطيق الرّياء، وغالبًا يصف الفرّيسيين بالـ"قبور المكلّسة"، وهذه ليست شتيمة وإنّما هي الحقيقة. تكون كاملاً في الظاهر وتتّصف بالاستقامة والنزاهة ولكنّك في داخلك مختلف تمامًا، وموقف الرّياء هذا يولد من الكاذب الكبير، من الشيطان. إنّه المرائي الكبير والمراؤون هم ورثته.
الرّياء هو لغة الشيطان، إنّه لغة الشرّ الذي يدخل إلى قلوبنا والذي يزرعه الشيطان. لا يمكننا أن نتعايش مع الناس المرائين ولكنّهم موجودون. ويسوع يحب أن يكشف الرّياء وهو يعرف جيّدًا أنّ موقف الرّياء هذا هو الذي سيحمله إلى الموت، لأنَّ المرائيّ لا يفكّر إن كان يستعمل أدوات شرعيّة أم لا ولكنّه يسير قدمًا في طريقه: الاغتياب والافتراء؟ فليكن افتراء إذًا! شهادة زور؟ لنبحث إذًا عن شاهد زور.
قد يكون هناك من يعترض قائلاً: "ليس لدينا هذا الرّياء!". لكنَّ مجرّد التفكير بهذه الطريقة هو خطأ، لأنّ لغة الرّياء، لن أقول إنّها طبيعيّة، ولكنّها منتشرة ورائجة وهي يوميّة. كذلك الظهور بأسلوب معيّن فيما أنّ ما نحن عليه يختلف تمامًا. في الكفاح من أجل السلطة على سبيل المثال يجعلك الحسد والغيرة تظهر بأسلوب معيّن فيما أن هناك سمٌّ في داخلك قادر على أن يقتل لأنّ الرّياء يقتل على الدوام، إنّ الرّياء يقتل عاجلاً أم آجلاً.
من الضروري أن نشفى من هذا الموقف ولكن ما هو الدواء؟ يتساءل البابا فرنسيس، الجواب هو أن نقول الحقيقة أمام الله وأن نتّهم أنفسنا. علينا أن نتعلّم أن نتّهم أنفسنا: "لقد فعلتُ كذا وكذا، تراودني هذه الأفكار الشريرة... أنا أحسد الآخرين أو أنا أريد أن أدمّر ذلك الشخص..." وبالتالي علينا أن نتعلّم أن نقول أمام الله ما نحمله في داخلنا. إنّه تمرين روحيّ غير اعتيادي وغير مألوف ولكن علينا أن نسعى للقيام به: أن نتّهم أنفسنا ونرى أنفسنا في الخطيئة وفي الرياء والشّرّ الموجود في قلوبنا. لأنّ الشيطان يزرع الشّرّ وبالتالي علينا أن نقول للرّبّ: "أنظر يا ربّ، هذا ما أنا عليه!" وعلينا أن نقول ذلك بتواضع.
لنتعّلم أن نتّهم أنفسنا، إنّه لرّبما قول قاس ولكن هكذا هو الأمر: المسيحيّ الذي لا يعرف كيف يتّهم نفسه ليس مسيحيًّا صالحًا ويواجه خطر الوقوع في الرّياء"، وأنهى مذكّرًا بصلاة مار بطرس عندما قال للرّبّ: "تباعد عنّي يا ربّ لأنّي رجل خاطئ!" لنتعلّم إذًا نحن أيضًا أن نتّهم أنفسنا!".
المصدر: فاتيكان نيوز