الفاتيكان
04 تشرين الثاني 2018, 14:30

البابا فرنسيس: المحبّة حيال الله والمحبّة حيال القريب لا تنفصلان عن بعضهما البعض

تلا البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان.


 

وبحسب "فاتيكان نيوز" قال فرنسيس: "إنّ إنجيل هذا الأحد يتمحوّر حول وصيّة المحبّة: المحبّة تجاه الله والقريب. فقد سأل أحد الكتبة يسوع عن الوصيّة الأعظم فأجابه بالآية المأخوذة من التّوراة والّتي يبدأ فيها كلّ يهوديّ نهاره وينهيه "إسمع يا إسرائيل، الرّبّ إلهنا ربّ واحد". بهذه الطّريقة يحفظ شعب إسرائيل ثقته في واقع إيمانه أيّ بوجود ربّ واحد وهذا الرّبّ هو ربنا، بمعنى أنه إرتبط معنا بعهد متين، أحبّنا وسيحبّنا إلى الأبد. ومن هنا تنبع الوصيّة أيّ أن تحبّ الرّبّ إلهك من كلّ قلبك، ومن كلّ نفسك، ومن كلّ قدرتك، ومن كلّ فكرك، وأنّ تحبّ قريبك مثل نفسك.

إنّ الرّبّ شاء من خلال هذه الكلمات أن يؤكد أنّ المحبّة حيال الله والمحبّة حيال القريب لا تنفصلان عن بعضهما البعض، بل هما وجهان لعملة واحدة، وعيشهما معًا هو مصدر قوّة حقيقيّة للمؤمن. إلهنا هو عطاء بلا تحفظ، وهو مغفرة بلا حدود، وهو علاقة تقوّينا وتنمّينا. أن نحبّ الله يعني أنّ نستثمر يوميًّا طاقتنا لنتعاون معه في خدمة القريب بدون تحفظ، وفي محبّة الآخر بلا حدود وبناء علاقات من الشّركة والأخوّة. القريب هو الشّخص الّذي ألتقي به في درب حياتي اليوميّة. كما أنّ إحتياجات القريب تتطلب تجاوبًا ناجعًا، وتقتضي أيضًا المقاسمة.

الجائع ليس بحاجة فقط إلى طبق من الطّعام، إنّما يحتاج أيضًا إلى البسمة، والإصّغاء وأيضًا إلى الصّلاة. إنّ إنجيل اليوم يحثّنا جميعًا على ألّا نعمل من أجل تلبية الاحتياجات الطّارئة للفقراء وحسب، إنّما على أن نهتمّ بحاجتهم إلى القرب الأخوّيّ والحنان وإلى إعطاء معنى لحياتهم. ومن هذا المنطلق لا بدّ من تفادي خطر أن نكون جماعات تعيش على العديد من المبادرات، وقليل من العلاقات. الله الذي هو محبّة خلقنا بدافع المحبّة، وكي نحبّ الآخرين محافظيّن على اتّحادنا معه، فالإنسان الّذي يدّعي أنّه يحبّ القريب ولا يحبّ الله يعيش في الوهم تمامًا كمن يدّعي أنه يحبّ الله ولا يحبّ القريب. إنّ بعدي المحبّة حيال الله والقريب يميّزان تلميذ المسيح".

وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ أشار البابا فرنسيس إلى الاحتفال الّذي جرى يوم أمس في كاتدرائيّة القدّيس يوحنّا اللاتيران وأُعلنت خلاله الأمّ ميرلوني طوباويّة وقال: "إنّ هذه المرأة تميّزت بالاستسلام التّامّ لمشيئة الرّبّ وكانت غيورة في المحبّة وصبورة في المشاكل وبطلة في المغفرة".