الفاتيكان
15 تموز 2018, 14:00

البابا فرنسيس: الكلّ مدعوّون إلى الشّهادة لإنجيل المسيح في مختلف بيئات الحياة

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ، مع وفود الحجاج والمؤمنين، المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان.

 

وتوقّف البابا عند إنجيل هذا الأحد الذي يخبرنا كيف أرسل الرّبّ الاثني عشر بعد أن دعاهم فردًا فردًا ليكونوا معه. فقد أرسلهم اثنين اثنين إلى القرى التي كان متوجّهًا إليها، وحاول أن يدرّبهم على ما ينبغي أن يفعلوه بقوّة الرّوح القدس بعد القيامة. وتعليقًا على هذا المقطع من الإنجيل، قال فرنسيس بحسب إذاعة الفاتيكان:

"إنّه يتوقّف عند النّمط الإرساليّ والذي يمكن أن يُلخّص بنقطتين: محور الرّسالة، ووجهها. وإنّ شخص يسوع هو محور ومركز الرّسالة لأنّ الاثني عشر وعندما أرسلهم الرّبّ قاموا بنشاط، وكأنّه إشعاع ينطلق من المركز، كما أنّ الرسل لم يكن لديهم شيء يعلنوه من ذواتهم، ولم يفعلوا ذلك بقدراتهم الشّخصيّة، بل تصرّفوا كمرسلين، كرسل للرّبّ. وانّ هذا العمل الإرساليّ يعني جميع الأشخاص المعمدين، لا الكهنة وحسب، لأنّ الكلّ مدعوّون إلى الشّهادة لإنجيل المسيح في مختلف بيئات الحياة. فهذه الرّسالة هي رسالة الكنيسة، وليست مبادرة شخصيّة يقوم بها الأفراد أو الجماعات. إنّ المعمّد الذي لا يشعر بالرّغبة في إعلان الإنجيل، ليس مسيحيًّا صالحًا.

أمّا الميزة الثّانية للعمل الإرساليّ، ألا وهي وجه الرّسالة الذي يتمثّل بفقر الأدوات؛ وهذا ما يتبيّن من خلال المهمّة التي أوكلت إلى الاثني عشر الذين لم يحملوا معهم شيئًا. فقد أرادهم المعلّم أن يكونوا أحرارًا من كلّ القيود، ويرتكزوا فقط إلى محبّة الشّخص الذي أرسلهم، ويتّقووا بكلمته التي ذهبوا ليعلنوها.

إنّ رسل ملكوت الله هم أشخاص متواضعون وفقراء، وليسوا من رجال الأعمال النّافذين أو كبار الموظّفين أو مشاهير الفن. وأنا أُفكّر ببعض قدّيسي أبرشيته روما، كالقدّيس فيليبو نيري والقدّيسة فرنشيسكا رومانا وغيرهما، الذين لم يكونوا رجال أعمال بل كانوا عاملين متواضعين في الملكوت. إنّ الشّخص المرسل يمكن أن يختبر الفشل، وهذا أيضًا بعد من أبعاد الفقر؛ وإنّ خبرة يسوع الذي نُبذ وصُلب تعكس مصير الأشخاص الذين يرسلهم، ومن خلال اتّحادنا مع الرّبّ المائت والقائم من الموت، يمكننا أن نجد الشّجاعة اللّازمة للكرازة بالإنجيل."