الفاتيكان
06 كانون الثاني 2020, 06:55

البابا فرنسيس: القداسة هي أن نحرس هبة "الحفاظ على المجّانيّة"

تيلي لوميار/ نورسات
في عادته الثّابتة ظهر الأحد، أطلّ البابا فرنسيس على المؤمنين والحجّاج المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس- الفاتيكان، لتلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ.

وقبيل الصّلاة، دعا الأب الأقدس المؤمنين إلى توسيع النّظرة من أجل وعي كامل بمعنى ميلاد يسوع. ثمّ توقّف عند إنجيل يوحنّا الّذي يتحدّث في مقدمته عن الجديد، أيّ الكلمة الأبدية الّذي صار بشرًا (راجع 14)، "فهو لم يأتِ ليسكن بين الشّعب فقط بل صار واحدًا من الشّعب، واحدًا منّا، وبعد هذا الحدث لم يعد لدينا لتوجيه حياتنا مجرّد شريعة أو مؤسّسة، بل شخص، شخص إلهيّ، يسوع الّذي يرشد حياتنا ويجعلنا نسير على الدّرب لأنّه سار عليها قبلنا".

وتابع البابا يقول بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ القدّيس بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1، 3-6، 15-18). يبارك الله على مشيئته، تصميم المحبّة في يسوع المسيح. إنّ كلّ واحد يجد في هذا التّصميم الإلهيّ دعوته الأساسيّة، فقد قُدّر لنا أن نكون أبناء الله بيسوع المسيح حسب ما يذكر بولس الرّسول، إنّ ابن الله صار بشرًا كي يجعلنا نحن البشر أبناء الله، ولهذا صار الابن الأبديّ بشرًا ليُدخلنا في علاقته البنويّة مع الآب.

إنّ ليتورجية اليوم، وبينما نواصل التّأمّل في علامة المذود الرّائعة، تقول لنا إنّ الإنجيل ليس حكاية أو رواية او أسطورة، بل إنجيل المسيح هو الكشف عن مخطّط الله للإنسان وللعالم، هو رسالة بسيطة وعظيمة في الوقت ذاته تدفعنا إلى التّساؤل: أيّ مشروع محدّد وضعه فيّ الرّبّ؟ تساؤل نجد الإجابة عليه في كلمات القدّيس بولس: "ذلِك بِأَنَّه اختارَنا ...لِنَكونَ في نَظَرِه قِدِّيسينَ بِلا عَيبٍ في المَحبَّة" (راجع اف 1، 4). هذا هو معنى الميلاد، إن كان الرّبّ يواصل المجيء بيننا وهِبَتنا كلمته فذلك من أجل أن يستجيب كلّ واحد منّا إلى هذه الدّعوة، أن نكون قدّيسين في المحبّة. إنّ القداسة هي الانتماء إلى الله، الشّركة معه، انعكاس محبّته اللّامتناهيّة. القداسة هي أن نحرس الهبة الّتي أعطانا الله إياها، الحفاظ على المجّانيّة. لذلك فإنّ من يتلقّى في ذاته القداسة كنعمة لا يمكنه ألّا يترجمها إلى أفعال ملموسة في الحياة اليوميّة، هذه العطيّة، هذه النّعمة الّتي وهبني الله إيّاها أترجمها إلى أفعال ملموسة في الحياة اليوميّة، في اللّقاء مع الآخرين. وهذه المحبّة، هذه الرّحمة إزاء القريب تعكس محبّة الله، وتُنَقّي في الوقت ذاته قلوبنا وتجعلنا مستعدّين للمغفرة، فنكون يومًا بعد يوم بلا عيب، بلا عيب لا بمعنى إزالة بقعة بل بمعنى أنّ الله يدخل فينا، تدخل فينا مجّانيّة الله فنحفظها ونعطيها إلى الآخرين".

وأنهى البابا كلمته متضرّعًا إلى الله "كي تساعدنا مريم العذراء على أن نستقبل بفرح وامتنان التّصميم الإلهيّ، تصميم المحبّة الّذي تحقّق في يسوع المسيح".

وعقب التّبشير الملائكيّ، أشار البابا فرنسيس إلى أجواء التّوتّر الرّهيبة في مناطق كثيرة من العالم، مذكّرًا بأنّ الحرب تؤدّي فقط إلى الموت والدّمار. ودعا إلى الحفاظ على شعلة الحوار والسّيطرة على الذّات موقدة، وإلى تفادي ظلال العداوة.