الفاتيكان
20 أيلول 2019, 12:30

البابا فرنسيس: الطّبّ هو في خدمة كلّ الإنسان وكلّ إنسان

ذكّر البابا فرنسيس بالطّبّ كخدمة للحياة البشريّة، وبارتباطه بالشّخص في سلامته الرّوحيّة والمادّيّة وبُعدَيه الفرديّ والاجتماعيّ، وذلك خلال استقباله لوفد من الاتّحاد الوطنيّ لنقابات الجرّاحين وأطبّاء الأسنان في إيطاليا.

 

وفي كلمته، أشار الأب الأقدس إلى أنّ "الطّبّ هو في خدمة الإنسان، كلّ الإنسان وكلّ إنسان"، وإلى "ضرورة النّظر إلى المرض لا فقط كأمر طبّيّ بل باعتباره وضع شخص، أيّ المريض، ومن هذه الرّؤية الإنسانيّة يجب على الأطبّاء أن يقِيموا علاقتهم مع المريض، ويتطلّب هذ تمتّع الطّبيب، وإلى جانب الكفاءة المهنيّة والتّقنيّة، بنظام قِيّم ومعانٍ يمنح من خلالها معنى للمرض ولعمل الطّبيب ويجعل كلّ حالة مرضيّة لقاءً إنسانيًّا. من الأهمّيّة بمكان بالتّالي، وأمام أيّة تغيّرات في الطّبّ أو في المجتمع، ألّا ينسى الطّبيب تفرّد كلّ مريض بكرامته وضعفه. المريض هو رجل أو امرأة يجب أن يرافَق أو ترافَق بضمير وذكاء وحنان، وخاصّةً في الحالات الأكثر خطورة. وبهذا التّصرّف يمكن ويجب رفض أيّة توجّهات، تفرضها أيضًا تغيّرات تشريعيّة، نحو استخدام الطّبّ لإرضاء رغبة محتملة في الموت لدى المريض، وذلك من خلال تقديم المساعدة على الانتحار أو التّسبّب في الموت عبر الموت الرّحيم".

ووصف البابا الأمر "بطرق متسرّعة أمام اختيارات ليست، وكما يمكن أن تبدو، تعبيرًا عن حرّيّة الشّخص وذلك حين تشمل إمكانيّة إقصاء المريض أو الشّفقة الزّائفة أمام طلب المساعدة على استباق الموت"، مذكّرًا بحسب "فاتيكان نيوز" بما كتب القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني في الرّسالة العامّة "إنجيل الحياة" حول مسؤوليّة العاملين في قطاع الصّحّة، والّتي "لا بدّ من أن تستمدّ معناها الأعمق ودعمها الأقوى من تلك المبادئ الأخلاقيّة الّتي ترتكز عليها وظائف الصّحّة، وهي مبادئ ملتصقة بتلك الوظائف التصاقًا عضويًّا، ولا يمكن التّهاون فيها، كما يُقرّ بذلك قَسَم هيبوقراطوس الّذي لا يزال حديثًا رغم قِدمه والّذي يُلزِم كلّ طبيب أن يتعهّد احترام الحياة البشريّة وقدسيّتها احترامًا مطلقًا" (89).

كما ثمّن البابا فرنسيس "اهتمام الاتّحاد خلال السّنوات الثّلاث الأخيرة بكيفيّة ممارسة مهنة الطّبّ بأفضل شكل ممكن في إطار اجتماعيّ متغيّر، وذلك من أجل تحديد التّغيّرات المفيدة ولمس الاحتياجات الضّروريّة للأشخاص كي يقدّم لهم الأطبّاء، وإلى جانب الكفاءة المهنيّة، علاقة إنسانيّة جيّدة".