الفاتيكان
31 آب 2020, 06:30

البابا فرنسيس: الصّليب علامة مقدّسة لمحبّة الله وتضحية المسيح

تيلي لوميار/ نورسات
"الصّليب هو علامة مقدّسة لمحبّة الله وتضحية المسيح، ولا ينبغي تحويله إلى مجرّد شيء خرافيّ أو قلادة للزّينة"، قال فرنسيس للمحتشدين ظهر الأحد في ساحة القدّيس بطرس لتلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، داعيًا إيّاهم إلى الاقتداء بيسوع المسيح.

وفي تفاصيل كلمته السّابقة للصّلاة قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "يرتبط إنجيل هذا الأحد بإنجيل الأحد الماضي. فبعد أن أعلن بطرس باسم التّلاميذ الإيمان بيسوع كالمسيح وابن الله، بدأ يسوع يخبرهم عن آلامه. وعلى الطّريق نحو أورشليم شرح يسوع لأصدقائه ما ينتظره في النّهاية في المدينة المقدّسة: أعلن سرّ موته وقيامته، هوانه ومجده. ويقول إنّه عليه أن "يُعانِيَ آلامًا شَديدة مِنَ الشُّيوخِ والأَحبار والكَتَبَة، ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث". لكن كلماته لم تُفهم لأنّ إيمان التّلاميذ لم يكن قد نضج وكان متعلِّقًا جدًّا بذهنيّة هذا العالم.

إزاء احتمال أن يفشل يسوع ويموت على الصّليب، تمرّد بطرس وقال له: "حاشَ لَكَ، يا رَبّ! لَن يُصيبَكَ هَذا!". هو يؤمن بيسوع ويريد أن يتبعه ولكنّه لا يقبل بأن يعبر مجده من خلال الآلام. بالنّسبة لبطرس وللتّلاميذ الآخرين– ولكن بالنّسبة لنا نحن أيضًا– الصّليب هو عار، بينما كان يسوع يعتبر عارًا الهروب من الصّليب الّذي يعني التّخلّي عن مشيئة الآب والرّسالة الّتي أوكلت إليه من أجل خلاصنا. لذلك أجاب يسوع بطرس: "إِذهَب عَنّي، يا شَيطان! فَأَنتَ لي حَجَرُ عَثرَة، لِأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بَل أَفكارُ البَشَر".

عندها أضاف يسوع أيضًا: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليَزهَد في نَفسِه ويَحمِل صليبَه ويَتبَعني". بهذه الطّريقة أشار إلى درب التّلميذ الحقيقيّ، مظهرًا موقفين. الأوّل التّخلّي عن الذّات الّذي لا يعني تغييرًا سطحيًّا، وإنّما ارتداد وقلبٌ للقيم. أمّا الموقف الآخر فهو أن يحمل المرء صليبه. إنّها ليست مجرّد مسألة تحمل الضّيقات اليوميّة بصبر، ولكن تحمل بإيمان ومسؤوليّة ذلك الجزء من التّعب والمعاناة اللّذين يتطلّبهما الكفاح ضدّ الشّرّ.

هكذا يصبح التزام "حمل الصّليب" مشاركة مع المسيح في خلاص العالم. وإذ نفكّر في هذا الأمر، لنتأكّد من أنّ الصّليب المعلّق على جدار البيت، أو الصّليب الصّغير الّذي نحمله حول أعناقنا، هو علامة على رغبتنا في الاتحاد بالمسيح في خدمة إخوتنا بمحبة، ولاسيما الأصغر والأشدّ هشاشة. الصّليب هو علامة مقدّسة لمحبّة الله وتضحية المسيح، ولا ينبغي تحويله إلى مجرّد شيء خرافيّ أو قلادة للزّينة. لنفكّر في كلّ مرة نحدّق فيها نظرنا على صورة المسيح المصلوب أنّه، كعبد حقيقيّ للرّبّ، قد تمّم رسالته باذلاً حياته، وسفك دمه لمغفرة الخطايا. وبالتّالي، إذا أردنا أن نكون تلاميذه، فنحن مدعوّون إلى الاقتداء به، ولكي نبذل حياتنا بدون تحفّظ محبّة بالله والقريب.

لتساعدنا العذراء مريم، الّتي اتّحدت مع ابنها وصولاً إلى الجلجلة، لكي لا نتراجع إزاء المحن والآلام الّتي تتطلّبها منّا جميعًا الشّهادة للإنجيل."

بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، حيّا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وقال: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، بعد غد، الأوّل من أيلول سبتمبر، هو اليوم العالميّ للصّلاة من أجل العناية بالخليقة. من هذا التّاريخ، وحتّى الرّابع من تشرين الأوّل أكتوبر، سنحتفل بيوبيل الأرض مع إخوتنا المسيحيّين من مختلف الكنائس والتّقاليد لإحياء ذكرى تأسيس يوم الأرض، لخمسين سنة خلت.

أحيّي المبادرات المختلفة الّتي تمّ تنظيمها في جميع أنحاء العالم ومن بينها الحفل الموسيقيّ الّذي يقام اليوم في كاتدرائيّة بورت لويس، عاصمة موريشيوس حيث حدثت مؤخّرًا، للأسف، كارثة بيئيّة.

أتابع بقلق التّوتّرات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسّط، الّتي تهدّدها العديد من حالات عدم الاستقرار. من فضلكم، أناشد الحوار البنّاء واحترام القانون الدّوليّ من أجل حلّ النّزاعات الّتي تهدّد سلام شعوب تلك المنطقة."