الفاتيكان
17 كانون الثاني 2020, 13:35

البابا فرنسيس: الصّلاة البسيطة هي ثقة في الرّبّ

تيلي لوميار/ نورسات
"يا ربّ إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِرٌ عَلى أَن تُبرِئَّني". صلاة بسيطة وفعل ثقة، ولكنّها في الوقت عينه تحدٍّ حقيقيّ، هذه هي الصّلاة التي وجّهها ليسوع لكي يشفيه. توسُّلٌ ينبع من أعماق قلبه ويخبر، في الوقت عينه عن طريقة تصرّف الرّبّ تحت شعار الشّفقة والتّألّم معنا ومن أجلنا وأخذه لآلام الآخر على عاتقه لكي يخففها ويشفيها". هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح الخميس في كابلّة بيت القّديسة مرتا بالفاتيكان متوقّفًا عند حدث شفاء الأبرص، حاثًّا الجميع "على النّظر إلى شفقة يسوع الذي جاء ليعطينا الحياة نحن الخطأة" بحسب "فاتيكان نيوز".

وسلّط قداسة البابا الضّوء على "القصّة البسيطة" لأبرص يطلب من يسوع أن يشفيه، فأضاف: "في ذلك القول: "إن شئت" نجد صلاة تجذب انتباه الله ونجد الحلّ. في هذا السّياق إنّها تحدّي ولكنّها أيضًا فعل ثقة. أنا أعرف أنّه بإمكانه فعل ذلك ولذلك أثق به. لكن لماذا شعر هذا الرّجل بأنّه عليه أن يتلو هذه الصّلاة؟ لأنّه رأى كيف كان يسوع يتصرّف. كان هذا الرّجل قد رأى شفقة يسوع". "الشّفقة": "إنها لازمة في الإنجيل" وتأخذ وجه أرملة نائين والسّامريّ الصّالح وأب الابن الضّال. الشّفقة تُلزم، تأتي من القلب وتُلزمك وتحملك للحصول على شيء. الشّفقة هي التّألّم مع الآخر، وأخذ معاناته على عاتقنا لحلّها، وشفائها. لقد كانت هذه رسالة يسوع، فهو لم يأتِ ليعلِّم الشّريعة ويذهب. يسوع قد جاء بشفقة، أيّ لكي يتألّم معنا ومن أجلنا ويبذل حياته في سبيلنا."

ووجّه البابا فرنسيس الدّعوة للمؤمنين لكي يكرّروا هذه "الجملة الصّغيرة": "أشفق عليه" وقال "إنّ يسوع قادر على أن يتضامن مع آلام ومشاكل الآخرين لأنّه جاء من أجل ذلك، وليس ليتملّص من هذه الأمور ويلقي ثلاثة أو أربعة عظات ويذهب، إنّه إلى جانبنا على الدّوام. "يا ربّ إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِرٌ عَلى أَن تُبرِّئَني، إن شئت فأنت قادر على أن تغفر لي، إن شئت فأنت قادر على أن تساعدني". أو إذا كنتم تريدونها أطول: "أنا خاطئ يا ربّ، إرحمني وأشفق عليّ" صلاة بسيطة يمكن تلاوتها مرات عديدة خلال النّهار. "أنا خاطئ يا ربّ، أسألك أن ترحمني"؛ يمكننا أن نكرّر هذه الصّلاة لمرات عديدة خلال نهارنا وأن نرفعها من قلوبنا من الدّاخل بدون أن نقولها بصوت عالٍ: "يا ربّ إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِر. أشفق علي" ويمكننا أن نكرّرها".

وإختتم البابا فرنسيس عظته بالقول "لقد تمكّن الأبرص بواسطة صلاته البسيطة والعجيبة من الحصول على الشّفاء بفضل شفقة يسوع الذي يحبّنا حتّى وإن كنا خاطئين. هو لا يخجل منّا. قد يقول لي أحدكم: "يا أبتي، انا خاطئ، كيف لي أن أذهب لأقول هذا"؛ أقول لك: من الأفضل لك أن تذهب لأنّه جاء من أجلنا نحن الخطأة أيضًا، وبقدر ما تكون خطيئتك كبيرة يكون الرّبّ قريب منك، لأنّه جاء من أجلك، الخاطئ الأكبر، ومن أجلي، أنا الخاطئ الأكبر، ومن أجل جمعينا. لنعتد على تكرار هذه الصّلاة على الدّوام: "يا ربّ إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِر"، واثقين أنّ الرّبّ قريب منّا وأنّ شفقته ستأخذ على عاتقها مشاكلنا وخطايانا وأمراضنا الدّاخليّة، وكلّ شيء."