البابا فرنسيس: السّلام عليكم
وعلى هذه التّحيّة، علّق البابا قائلاً نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان": "إنّ هذه التّحيّة تشير إلى كلٍّ من السّلام الدّاخليّ والسّلام الّذي يترسّخ في العلاقات بين الأشخاص". ففي ظهور يسوع للتّلاميذ واقعيّة إذ "لسنا هنا أمام ظهور لروح يسوع بل أمام حضور مادّيّ للجسد القائم من بين الأموات. وقد انتبه يسوع إلى فزعهم وخوفهم والنّاتجين عن عدم استيعابهم لواقع القيامة، اِعتقدوا أنّهم يرَون روحًا. إلّا أنّ يسوع القائم ليس روحًا، بل هو إنسان له جسده ونفسه، ولهذا يقول لتلاميذه "أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي" (لو 23، 39). وعندما بدا أنّ هذا لا يكفي للتّغلّب على عدم تصديق التّلاميذ، سألهم يسوع "أعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟ فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. فأَخَذَها وأَكَلَها بِمرأًى مِنهُم" (41)".
وأشار الأب الأقدس هنا إلى إصرار يسوع على التّأكيد على واقع قيامته، إذ أنّ "يسوع بفعله هذا ينير النّظرة المسيحيّة للجسد، فالجسد ليس عقبة أو سجنًا للنّفس، الجسد قد خلقه الله، ولا يكتمل الإنسان إن لم يكن وحدةً بين الجسد والنّفس. فيسوع قد هزم الموت وقام جسدًا ونفسًا، وهكذا يعلّمنا أن نتحلّى بفكرة إيجابيّة عن جسدنا، فالجسد يمكن أن يكون فرصة أو أداة للخطيئة، إلّا أنّ الخطيئة لا يسبّبها الجسد بل ضعفنا الأخلاقيّ". لذا دعا البابا إلى احترام كبير للجسد لأنّه عطية من الله، ويعبّر في وحدة مع النّفس عن كمال الصّورة الّتي خُلقنا بها، على صورة الله؛ وأيّ اعتداء عليه هو إهانة لله الخالق.
ثمّ تأمّل بيسوع الّذي تعرّض للسّخرية والإهانة والضّرب ثمّ الصّلب، وفي أمثولة المحبّة، "محبة أثبتت بقيامته أنّها أقوى من الخطيئة ومن الموت، وتريد افتداء كلّ مَن يختبرون في جسدهم عبوديّة زمننا".
وفي هذا الإطار دعا البابا إلى النّظر في العمق واستقبال حداثة الحياة وتثمينها.