الفاتيكان
08 أيار 2020, 11:15

البابا فرنسيس: الرّبّ يتكلّم قليلاً ولكنّه قريب

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البابا فرنسيس اليوم صلاته من أجل العاملين في الصّليب الأحمر والهلال الأحمر، في يومهما العالميّ، سائلاً الله أن يبارك عملهم، وذلك خلال قدّاسه الصّباحيّ في كابيلا القدّيسة مرتا.

وتوقّف البابا في عظته اليوم عند إنجيل يوحنّا والّذي يقول فيه يسوع لتلاميذه: "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضًا. في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا؟ وإِذا ذَهَبتُ وأَعددتُ لَكُم مُقامًا أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ لِتَكونوا أَنتُم أَيضًا حَيثُ أَنا أَكون"، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ حديث يسوع هذا مع تلاميذه قد تمَّ خلال العشاء الأخير: لقد كان يسوع حزينًا والجميع كانوا حزينين لأنّ يسوع كان قد قال إنّ أحدهم سيخونه، ولكنّه بدأ يعزّيهم في الوقت عينه: إنّ الرّبّ يعزّي تلاميذه وهنا نرى أسلوب تعزية يسوع. نحن نملك أساليب تعزية كثيرة من تلك الحقيقيّة النّابعة من القلب إلى تلك الرّسميّة كبرقيّات التّعزية، كتلك الّتي نكتب فيها: "أعبّر عن أسفي العميق..." والّتي لا تعزّي أحد وهي مجرّد مظاهر. ولكن كيف يعزّي الرّبّ؟ إنّه أمر من المهمّ أن نعرفه لأنّنا نحن أيضًا سنعبر في لحظات حزن وعلينا أن نتعلّم كيف نفهم ما هي تعزية الرّبّ الحقيقيّة.

في هذا المقطع من الإنجيل نرى أنّ الرّبّ يعزّي دائمًا في القرب والحقيقة والرّجاء، إنّها جوانب ثلاثة لتعزية الرّبّ. ويقول يسوع: "أنا هنا معكم". إنّه حاضر دائمًا في الصّمت ونحن نعرف أنّه هنا على الدّوام. إنّ القرب هو أسلوب الله، وقد اقترب منّا أيضًا في التّجسّد. إنّ الرّبّ يعزّي في القرب، ولا يستعمل كلمات فارغة بل يفضّل الصّمت وقوّة القرب والحضور. هو يتكلّم قليلاً ولكنّه قريب. جانب آخر لأسلوب تعزية يسوع هو الحقيقة. يسوع صادق ولا يقول أشياء رسميّة ليست إلّا مجرّد أكاذيب. هو يقول الحقيقة ولا يخفيها. لأنّه هو نفسه يقول لنا أنا الحقيقة، والحقيقة أنّه ذاهب وسيموت. نحن أمام الموت وهذه هي الحقيقة، وهو يقوله لنا ببساطة وإنّما بوداعة أيضًا وبدون أن يجرحنا. لكنّه لا يخفي الحقيقة.

الجانب الثّالث لتعزية يسوع هو الرّجاء، فهو يقول لتلاميذه إنّها مرحلة صعبة ولكنّه يقول لهم أيضًا: "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضًا. في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا؟ وإِذا ذَهَبتُ وأَعددتُ لَكُم مُقامًا أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ لِتَكونوا أَنتُم أَيضًا حَيثُ أَنا أَكون". إنّ الرّبّ يعود دائمًا في كلِّ مرّة يكون هناك أحد منّا في مسيرته ليترك هذا العالم. هو يقول لتلاميذه: "أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ" وهذا هو الرّجاء. سيأتي وسيمسكنا بيدنا ويأخذنا ولكنّه لا يقول بأنّنا لن نتألّم. لا! بل يقول الحقيقة: "أنا معكم وبقربكم، هذه الحقيقة إنّه زمن صعب وخطير وزمن موت ولكن لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم، حافظوا على سلامكم، ذلك السّلام الّذي هو في أساس كلّ تعزية لأنّني سأَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ.

ليس من السّهل أن نسمح للرّبّ بأن يعزّينا. غالبًا ما نغضب من الرّبّ في أوقاتنا الصّعبة ولا نسمح له بأن يأتي إلينا ويكلّمنا بهذه اللّطافة وبهذا القرب وهذه الوداعة وهذه الحقيقة وهذا الرّجاء. لنطلب نعمة أن نتعلّم أن نسمح للرّبّ بأن يعزّينا، لأنّ تعزية الرّبّ صادقة ولا تخدع، وهي ليست تخديرًا بل هي قرب صادق وتفتح لنا أبواب الرّجاء".

وفي الختام، بارك البابا المؤمينن بالقربان المقدّس ودعاهم إلى المناولة الرّوحيّة.