الفاتيكان
04 شباط 2020, 06:00

البابا فرنسيس: الحياة المكرّسة إذا ظلّت راسخة في محبّة الرّبّ ترى الجمال

تيلي لوميار/ نورسات
"إنّهم رجال ونساء بسطاء شاهدوا الكنز الأثمن في هذا العالم، فقرّروا أن يتركوا كلّ شيء من أجله. لقد أحبّوا يسوع ورأوا فيه كلّ شيء"، بهذه التّعابير لخّص البابا فرنسيس "الحياة المكرّسة"، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه عصر السّبت، عشّية اليوم العالميّ للحياة المكرّسة، وسط مشاركة غفيرة لمكرّسين ومكرّسات غصّت فيهم أروقة البازيليك الفاتيكانيّة.

وفي هذا السّياق، أكّد البابا أنّ المكرّسين لم يستحقّوا الحياة المكرّسة لأنّها عمل نعمة وعطيّة من عند الله، لافتًا إلى أنّ "التّعرّف على النّعمة يشكّل نقطة الانطلاق"، مع ضرورة إعادة النّظر في حياة كلّ فرد وتوجيه النّظر دائمًا نحو الله، فـ"من يعرف كيف ينظر إلى نعمة الله يكتشف ترياقًا لفقدان الثّقة وللحياة الدّنيويّة".

وبالتّالي حذّر الأب الأقدس من انغلاق الحياة المكرّسة على ذاتها "فتفقد الدّفعَ والزّخم وتراوح مكانها. فيبدأ الإنسان يتذمّر ويثرثر على الآخرين: على الأخوة والأخوات، على الجماعة وعلى الكنيسة والمجتمع. ولكي نعرف كيف ننظر إلى الحياة يجب أن نسأل عن كيفيّة رؤية نعمة الله تجاهنا، تمامًا كما فعل سمعان الشّيخ. إنّ الحياة المكرّسة، وإذا ظلّت راسخة في محبّة الرّبّ ترى الجمال. ولا تعتبر أنّ الفقر يتطلّب قوّة عملاقة، بل إنّه حرّيّة سامية، تقدّم لنا الله والآخرين ككنز ثمين. لا ترى في الطّاعة انضباطًا، بل تغلّبًا على فوضانا".

وشدّد البابا على أنّ من "يُبقي نظره على يسوع يتعلّم أن يخدم لا أن يُخدم. لا ينتظر أن يبادره الآخرون، بل ينطلق بحثًا عن القريب، كما بحث سمعان عن يسوع في الهيكل"، داعيًا المكرّسين، بخاصّة الرّهبان والرّاهبات، إلى "أن تكون لهم نظرة تبحث عن الأشخاص البعيدين، نظرة رأفة، لا تدين، بل تشجّع وتحرّر وتعزّي. كما ينبغي أن تكون نظرة المكرّسين مفعمة بالرّجاء، تمامًا كسمعان وحنّة، المتقدّمين في السّنّ، لكنّهما لم يفقدا الرّجاء. فالسّرّ يكمن في عدم الابتعاد عن الرّبّ، مصدر الرّجاء. لأنّنا نصبح عميانًا إن لم ننظر إلى الرّبّ كلّ يوم وإن لم نسجد له ونعبده".

وفي الختام، شكر البابا الله وسأله أن يهب المكرّسين "نظرة جديدة ترى النّعمة، تبحث عن القريب وتعرف كيف ترجو".