الفاتيكان
31 أيار 2022, 08:45

البابا فرنسيس: التّقاسم هو جزء من نبوّة الشّركة

تيلي لوميار/ نورسات
"إنّ شركتنا تولد وتنمو قبل كلّ شيء في الثّالوث، وتظهر بشكل ملموس في الأخوّة وروح العائلة وأيضًا في الأسلوب السّينودسيّ"، هذا ما قاله البابا فرنسيس خلال استقباله الرّهبان والرّاهبات المشاركين في الجمعيّتين العامّتين لرهبانيّة خدّام العناية الإلهيّة الفقراء وخادمات العناية الإلهيّة الفقيرات تحت عنوان "نبوّة الشّركة".

وإلى الرّهبان والرّاهبات توجّه الأب الأقدس داعيًا إيّاهم إلى إنعاش الإيمان بالله الآب في العالم، وإلى تسليم الذّات ببنوّة إلى عنايته، فـ"حين نتأمّل في حياة يسوع وعظاته، وأيضًا في حديثه إلى التّلاميذ، فسنجد أنّ في قلبه كانت هناك في المرتبة الأولى هذه الرّغبة، التّعريف بالآب وجعل الأشخاص يلمسون صلاحه. لقد عاش يسوع هكذا، منغمسًا تمامًا في إرادة الآب، وكانت رسالته تهدف إلى إدخالنا في هذه العلاقة البنويّة والّتي جوهرها الثّقة في العناية الإلهيّة، في أنّ الآب يعرفنا أكثر ممّا نعرف نحن أنفسنا ويعلم أفضل منّا ما نحتاج إليه."  

وأشار البابا إلى انجذاب ضيوفه إلى هذا البعد الأساسيّ لسّر المسيح فاختاروا على خطى مؤسّس الرّهبانيّة القدّيس جوفاني كالابريا، "أن يشهدوا له وذلك بشكل خاصّ برفقة الأكثر فقرًا، الآخِرين، مَن أقصاهم المجتمع"، داعيًا إيّاهم إلى المحافظة على الإرث الّذي تركه لهم مؤسّسهم "النّبيّ" "الّذي كان منخرطًا في الكنيسة وقد نجح في الإجابة على الاحتياجات من خلال توجّهه إلى الضّواحي ليُظهر وجه الله الأبويّ بأمانة مبدعة باحثًا عن طرق جديدة من أجل أن يتحقّق حلم الله في جماعتكم".

ولفت إلى أنّ تعزيزهم مع الفقراء الثّقة في العناية الإلهيّة يجعل منهم صانعي ثقافة العناية الإلهيّة، مشدّدًا- بحسب "فاتيكان نيوز"- على أنّ "الرّوحانيّة المسيحيّة المتعلّقة بالعناية الإلهيّة لا تعني القدريّة أو انتظار أن تهبط من السّماء حلول المشاكل والخيور الّتي نحتاج إليها، بل تعني السّعي إلى التّشبّه بأبينا السّماويّ في عنايته بخلائقه وبشكل خاصّ بمن هم أكثر ضعفًا وصغرًا، تعني أن نتقاسم مع الآخرين القليل الّذي لدينا كي لا يُحرم أحد ممّا هو ضروريّ، وهذه هي الرّعاية الضّروريّة لمواجهة اللّامبالاة"، مؤكّدًا أنّ التّقاسم هو جزء من نبوّة الشّركة.

وفي ختام كلمته إليهم، دعاهم البابا إلى تفادي الانغلاق والمرجعيّة الذّاتيّة، وشجّعهم على انفتاح أكبر دائمًا لمعانقة الجديد والأسلوب الّذي ألهمهم الله إيّاه والّذي يريده من أجلهم، وتقديم الشّهادة ببساطة وتواضع وشجاعة وإنسانيّة.