الفاتيكان
18 كانون الأول 2020, 06:55

البابا فرنسيس: التّعليم الجيّد أساس لتعزيز الأخوّة الإنسانيّة

تيلي لوميار/ نورسات
"إنّ التّعليم الجيّد للجميع هو أساس ضروريّ لحماية بيتنا المشترك وتعزيز الأخوّة الإنسانيّة"، هذا ما أكّده البابا فرنسيس في رسالة مصوّرة وجّهها إلى المشاركين في ندوة "التّربية فعل رجاء" الّتي عُقدت في الفاتيكان ونظّمتها الأكاديمية البابويّة للعلوم الاجتماعيّة ومنظّمة الأمم المتّحدة، وشارك فيها قادة الحركات الشّبابيّة من جميع أنحاء العالم وخبراء في هذا القطاع.

وقد خُصّص اليوم الأوّل لإطلاق "Missione 4.7"، وهو تنفيذ الهدف الرّابع من أجندة الأمم المتّحدة لعام 2030 من أجل تنمية مستدامة تهدف إلى "ضمان تعليم إدماجيّ ومنصف وتعزيز فرص تعلُّم مستمرّ للجميع"، والنّقطة السّابعة الّتي تهدف إلى بلوغ "تعليم يهدف إلى تنمية مستدامة وأسلوب حياة، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وتعزيز ثقافة سلميّة وغير عنيفة، والمواطنة العالميّة ولتعزيز التّنوّع الثّقافي"، وذلك بالتّناغم مع الميثاق التّربويّ العالميّ الّذي أطلقه البابا فرنسيس في تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي.

وفي هذا السّياق، هنّأ البابا في رسالته الحكومات والمؤسّسات على التزامها في مجال التّعليم، "التزام ضروريّ اليوم إذ "تحطّم الميثاق التّربويّ العالميّ" بسبب الوباء أيضًا وحيث تظهر فيه الحاجة بشكل أكثر وضوحًا لـ"نوع جديد من التّعليم، يسمح بتخطّي عولمة اللّامبالاة الحاليّة وثقافة الإقصاء"، بخاصّة في "عام المعاناة" هذا.

وتابع يقول نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "إزاء هذا السّيناريو، من الضّروريّ أن يكون هناك "فعل رجاء لكي يتمَّ تخطّي دوافع الكراهيّة والانقسام والجهل" من خلال فرص تربويّة جديدة "تقوم على العدالة الاجتماعيّة والمحبّة المتبادلة، وميثاق تربويّ عالميّ جديد"؛ أشكركم على اجتماعكم اليوم لكي تنمّوا آمالنا ومخطّطاتنا المشتركة في تعليم جديد يعزّز سموّ الشّخص البشريّ، والتّنمية البشريّة المتكاملة والمستدامة، والحوار بين الثّقافات والأديان، وحماية الكوكب، واللّقاءات من أجل السّلام والانفتاح على الله.

أساسيٌّ أيضًا عمل الأمم المتّحدة لإشراك الحكومات والمجتمعات من جميع أنحاء العالم في الجهد الّذي يتمُّ بذله من أجل تعليم جديد. وفي هذا السّياق أذكّر بالكلمات الّتي وجهها القدّيس بولس السّادس إلى الأمم المتّحدة خلال زيارته التّاريخيّة في الرّابع من تشرين الأوّل أكتوبر 1965: "أيّها السّادة، لقد قمتم وما زلتم تقومون بعمل عظيم: تربية البشريّة على السّلام". ثمّ أشار بعدها إلى أنّ دستور منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية والثّقافة والعلوم (اليونسكو)، الّذي تمَّ اعتماده في عام 1945، في نهاية الحرب العالميّة الثّانية، قد أقرّ بأنّه "بما أنّ الحروب تولد في أذهان البشر، فإنّ دفاعات السّلام يجب أن توضع في روح البشر". كان ذلك لخمس وسبعين سنة خلت، أمّا اليوم في عصرنا، الّذي تحطم فيه الميثاق التّربويّ العالميّ، أرى باستحسان أنّ الحكومات قد التزمت مرّة أخرى لكي تضع هذه الأفكار موضع التّنفيذ من خلال اعتماد خطّة عام 2030 وأهداف منظّمة الأمم المتّحدة للتّنمية المستدامة، في تناغم مع الميثاق التّربويّ العالميّ. وفي محور أهداف التّنمية المستدامة نجد الاعتراف بحقيقة أنّ التّعليم الجيّد للجميع هو أساس ضروريّ لحماية بيتنا المشترك وتعزيز الأخوّة الإنسانيّة.

إنَّ الميثاق التّربوي العالميّ و"Missione 4.7" سيعملان معًا من أجل حضارة الحبّ والجمال والوحدة... أتمنّى أن تكونوا شعراء جمال بشريٍّ جديد، جمال أخويّ جديد وودود، وكذلك شعراء الحفاظ على الأرض الّتي نسير عليها".