البابا فرنسيس: التأمّل والخدمة.. درب حياتنا المسيحيّة
وفي هذا الإطار، أكّد الأب الأقدس أنّ "هاتين الشّقيقتين تعلّماننا من خلال تصرّفاتهما كيف ينبغي أن تكون حياة المؤمن المسيحيّ. ففي حين كانت مريم تصغي إلى كلام الرّبّ، فيما كانت شقيقتها مرتا منشغلة في الخدمة". وهنا ولفت إلى الفرق بينهما، فـ"مرتا كانت امرأة قويّة، وقد لامت الرّبّ لاحقًا على عدم وجوده في بيت عنيا عندما مات لعازر. كانت امرأة شجاعة، لكنّها كانت تفتقر إلى التّأمّل، وإلى تمضية الوقت للنّظر إلى الرّبّ"، مشيرًا بكلامه إلى أنّ هناك العديد من المسيحيّين الّذين يتردّدون إلى الكنيسة يوم الأحد، لكنّهم منهمكون على الدّوام، وليس لديهم الوقت للأبناء وللّعب معهم؛ وقد دعا هؤلاء إلى التّوقّف للحظة والنّظر إلى الرّبّ والإصغاء إلى كلمته وفتح القلب. أمّا مريم فـ"كانت تنظر إلى الرّبّ، لأنّه لمس قلبها، ومن هذا الإلهام الّذي يقدّمه الرّبّ، يأتي العمل لاحقًا".
وانطلاقًا من ذلك، حثّ البابا المؤمنين على أن يطرحوا على أنفسهم السّؤال التّالي: "هل أحبّ الرّبّ؟ هل أنا واثق بأنّه اختارني؟ أم أعيش مسيحيّتي أعمل أمورًا كثيرة، لكنّ القلب بعيد عن الله؟"، مؤكّدًا في الختام أنّ التّأمّل والخدمة يختصران درب حياتنا، "ولا بدّ من أن يتماشى العمل مع الإيمان ويكون بمثابة خدمة نابعة من الإنجيل".