الفاتيكان
29 تشرين الثاني 2019, 14:20

البابا فرنسيس: الإنسان لا يحمل معه شيئًا ممّا يملك في هذه الدّنيا

تيلي لوميار/ نورسات
تمحورت عظة البابا فرنسيس اليوم خلال القدّاس الإلهيّ الّذي ترأّسه في كابيلا القدّيسة مارتا، حول الموت، إذ دعا المشاركين إلى الاستعداد لتلك اللّحظة، مشجّعًا إيّاهم على الصّلاة من أجل بعضهم البعض على هذه النّيّة.

وفي هذا السّياق، قال الأب الأقدس في عظته بحسب "فاتيكان نيوز": "في الأسبوع الأخير من السّنة اللّيتورجيّة تدعونا الكنيسة إلى التّفكير بآخرتنا، بنهاية العالم وبنهاية كلّ واحد منّا، ويذكّرنا إنجيل القدّيس لوقا بكلمات الرّبّ القائل إنّ السّماء والأرض تزولان لكن كلامه لا يزول.

إنّ لكلّ شيء نهاية، ما عدا الله ومن هذا المنطلق يدعونا الرّبّ إلى التّفكير بهذه اللّحظة من حياة كلّ إنسان، أيّ بالموت، نحن لا نعرف متى ستأتي ساعتنا، وغالبًا ما نميل إلى إرجاء التّفكير بهذا الأمر معتقدين أنّنا خالدون، لكن الواقع ليس هكذا.

قرأت بالأمس مقالاً نشرته مجلّة "شيفيلتا كاتوليكا" يشير إلى قاسم مشترك بين جميع البشر، ألا وهو هشاشتهم. وهذه الهشاشة ستقودنا في نهاية المطاف إلى الموت. ولهذا السّبب نذهب عند الطّبيب للاطّلاع على وضع هشاشتنا البدنيّة، وهناك من يذهبون إلى الطّبيب النّفسيّ ليشفيهم من هشاشة سيكولوجيّة. وجرت العادة في بلدي الأرجنتين أن يدفع الإنسان سلفًا كلفة دفنه كي لا يشكّل عبئًا على عائلته، وسرعان ما زالت هذه العادة بسبب احتيال بعض مؤسّسات دفن الموتى.

إنّ الكتاب المقدّس يتحدّث عن الموت المؤكّد لكن الرّبّ يصوّر الموت كلقاء معه، ويُرفقه بكلمة "رجاء". إنّه يطلب منّا أن نكون مستعدّين للموت، وهو يأتي ليصطحب الشّخص المائت، وينبغي أن ندرك أنّ وضعنا هشّ ويومًا ما سيأتي الرّبّ ليطرق على بابنا. لذا لا بدّ أن نستعدّ جيّدًا لتلك اللّحظة، وينبغي أن نصلّي من أجل بعضنا البعض، كي نكون مستعدّين وكي نفتح بثقة الباب للرّبّ الآتي".

وذكّر البابا أنّ "الإنسان لا يحمل معه شيئًا ممّا يملك في هذه الدّنيا، ويجب أن يفكّر بأنّ ساعته ستأتي حتمًا، وهو لا يعرف تاريخ موته مع أنّ الله يدرك ذلك". لذا حثّ البابا المؤمنين على الصّلاة إلى الرّبّ طالبين منه أن يُعدّ قلوبهم لساعة الموت، كي يموتوا بسلام وبرجاء، وأنهى قائلاً: "لا بدّ أن ترافق هذه الصّلاة حياتنا راجين العيش مع الرّبّ في هذه الحياة وفي الآخرة".