الفاتيكان
24 حزيران 2019, 10:36

البابا فرنسيس: الإفخارستيّا هي خلاصة حياة يسوع كلّها، والتي كانت فعل محبّة للآب والإخوة

كعادته الأسبوعيّة، تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ مع وفود احتشدوا في ساحة القدّيس بطرس. قبل الصّلاة، ألقى البابا كلمة جاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

 

"إنّ الإنجيل يحدّثنا عن معجزة الخبز (راجع لوقا 9/ 11 – 17) على ضفاف بحيرة الجليل. وكان يسوع يكلّم آلاف الأشخاص ويقوم بالشّفاءات. وعندما حان المساء، دنا الرّسل من الرّبّ وقالوا له: "اصرِفِ الجمْعَ ليذهبوا إلى القرى والمزارعِ المجاورة، فيبيتوا فيها ويجدوا لهم طعامًا" (لوقا 9/ 12). فبالفعل كانوا في مكان قَفْر. لكنّ يسوع قال لهم: "أعطوهُم أنتم ما يأكُلون" (لوقا 9/ 13). وقد أدهشت هذه الكلمات الرّسلَ فقالوا: "لا يزيدُ ما عندَنا على خمسةِ أرغفةٍ وسمكتين، إلّا إذا مَضَينا نحن فاشترينا لجميعِ هذا الشّعبِ طعامًا". وأضاف البابا: "يسوع يدعو تلاميذه إلى القيام بتبدّل حقيقي من منطق "كلٌّ لنفسه" إلى منطق المقاسمة، بدءًا من ذاك القليل الذي تضعه العناية الإلهيّة في متناولنا، ويُظهر فورًا ما يريد القيام به، فقال لهم "أَقعِدُوهم فئةَ فئةً، في كلِّ واحدةٍ منها نحو الخمسين" (لوقا 9، 14). ومن ثم أخذَ الأرغفةَ الخمسة والسّمكتين وتوجّه إلى الآب السّماويّ وباركها. ومن ثمّ بدأ بكسر الخبز والسّمك وناولها التّلاميذ الذين وزّعوها على الجمع. فأكل الجميع حتّى شبعوا."

وأردف: "إنّ هذه المعجزة، البالغة الأهميّة، والتي تحدّث عنها جميع الإنجيليّين، تُظهر قوّة المسيح، وفي الوقت نفسه، شفقته إزاء النّاس. وهذه المعجزة ليست فقط من بين أعظم علامات حياة يسوع العلنيّة، لكنّها تستبق تذكار ذبيحته، أيّ الافخارستيّا، سرّ جسده ودمه المقدَّميْن لخلاص العالم. إنّ الافخارستيّا هي خلاصة حياة يسوع كلّها، والتي كانت فعْل محبّة للآب والإخوة. وهنا أيضًا، وعلى غرار معجزة تكثير الخبز، أخذ يسوع الخبز بين يديه وبارك ثمّ كسره وناوله تلاميذه، وفعل الشّيء نفسه بكأس الخمر. إنّ عيد جسد المسيح ودمه يدعونا كلّ سنة إلى أن نجدّد الدّهشة والفرح لعطيّة الرّبّ الرّائعة هذه، أيّ الافخارستيّا. لنقبلها بامتنان مجدِّدين حقًا "الآمين" لجسد المسيح."

وبعد التّبشير الملائكيّ، وجّه البابا فرنسيس كلمة قال فيها: "تمّ أمس السّبت في العاصمة الإسبانيّة مدريد تطويب الرّاهبة ماريّا كارمين لاكابا آنديا ورفيقاتها الثّلاث عشرة من الرّهبنة الفرنسيسكانيّة لسيّدة الحبل بلا دنس اللّاتي قُتلن خلال الاضطهاد الدّينيّ بين عامي 1936 و1939. إنّ استشهادهنّ يشكّل دعوة لنا لكي نكون أقوياء ومثابرين، لاسيّما في أوقات المحن."