الفاتيكان
23 تشرين الثاني 2023, 09:45

البابا فرنسيس: الإعلان المسيحيّ هو فرح للجميع

تيلي لوميار/ نورسات
"يحقّ للجميع أن ينالوا الإنجيل، وعلى المسيحيّين واجب أن يعلنوه بدون إقصاء أحد"، هذا ما شدّد عليه البابا فرنسيس خلال المقابلة العامّة، أمس الأربعاء، والّتي أكّد فيها على أنّ الإعلان المسيحيّ هو فرح للجميع. كما جدّد الأب الأقدس نداءه للصّلاة من أجل السّلام.

وفي تفاصيل، كلمته خلال المقابلة العامّة، قال الأب الأقدس بحسب "فاتيكان نيوز": "بعد أن رأينا في المرّة الماضية أنّ الإعلان المسيحيّ هو فرح، نتوقّف اليوم عند جانب ثان: إنّه للجميع؛ الإعلان المسيحيّ هو فرح للجميع. عندما نلتقي بالرّبّ يسوع حقًّا، فإنّ دهشة هذا اللّقاء تغمر حياتنا وتطلب أن نحملها إلى ما هو أبعد منّا. وهذا ما يرغب فيه أن يكون إنجيله للجميع. ففيه، في الواقع، هناك "قوّة مُأنسنة"، وتحقيق حياة موجّهة لكلّ رجل وكلّ امرأة، لأنّ المسيح قد ولد ومات وقام من أجل الجميع.

نقرأ في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل": "يحقُّ للجميع أن ينالوا الإنجيل. وعلى المسيحيّين واجب أن يعلنوه بدون إقصاء أحد، ولا كمن يفرض واجبًا جديدًا، وإنّما كمن يشارك فرحًا، ويشير إلى أفق جميل، ويقدّم وليمة مرغوبة. لأنَّ الكنيسة لا تنمو بالاقتناص، وإنّما "بالجذب". أيّها الإخوة والأخوات، لنشعر أنّنا في خدمة هدف الإنجيل الشّامل؛ ولنتميّز بقدرتنا على الخروج من ذواتنا وتخطّي جميع الحدود. يجتمع المسيحيّون في ساحة الكنيسة أكثر ممّا يجتمعون في السّكرستيا، ويسيرون "في ساحات المدينة وشوارعها". وعليهم أن يكونوا منفتحين وانبساطيّين، وهذا الطّبع يأتي من يسوع الّذي جعل من حضوره في العالم مسيرة مستمرّة، موجّهة إلى بلوغ الجميع، وتتعلّم أيضًا من بعض لقاءاته.

وبهذا المعنى، يروي الإنجيل لقاء يسوع الرّائع مع امرأة أجنبيّة، كنعانيّة، تتوسّل إليه أن يشفي ابنتها المريضة. فرفض يسوع قائلاً إنّه لم يُرسل "إلّا إلى الخراف الضّالّة من بيت إسرائيل" وأنّه "لا يحسن أن يؤخذ خبز البنين فيلقى إلى صغار الكلاب". لكن المرأة، بإصرار النّاس البسطاء، أجابته قائلة: "نعم، يا ربّ! فصغار الكلاب نفسها تأكل من الفتات الّذي يتساقط عن موائد أصحابها". صُدم يسوع وقال لها: "ما أعظم إيمانك أيّتها المرأة، فليكن لك ما تريدين". هذا اللّقاء مع هذه المرأة لديه شيء فريد من نوعه. ليس فقط شخص يغيّر فكر يسوع، وهي امرأة أجنبيّة وثنيّة؛ لكن الرّبّ نفسه يجد تأكيدًا لواقع أنّ كرازته لا يجب أن تقتصر على الشّعب الّذي ينتمي إليه، بل يجب أن تنفتح على الجميع.

يُظهر لنا الكتاب المقدّس أنّه عندما يدعو الله شخصًا ما ويبرم عهدًا مع البعض، يكون المعيار على الدّوام: أنّه يختار شخصًا لكي يبلغ كثيرين آخرين. لقد اختبر جميع أصدقاء الرّبّ جمال، وإنّما أيضًا مسؤوليّة وثقل أن يكون الله قد اختارهم، وشعروا بالإحباط أمام ضعفهم أو فقدان ضماناتهم. لكن التّجربة الكبرى هي اعتبار الدّعوة الّتي ننالها بمثابة امتياز: من فضلكم لا، الدّعوة ليست امتيازًا، على الإطلاق. لا يمكننا أن نقول إنّنا متميّزون مقارنة بالآخرين، لا. الدّعوة هي من أجل خدمة. والله يختار شخصًا ما لكي يحبّ الجميع، وليصل إلى الجميع. هذا هو أفق الشّموليّة. الإنجيل ليس لي وحدي، وإنّما للجميع؛ لا نسينَّ هذا الأمر أبدًا."

في ختام المقابلة العامّة، كان نداء للبابا قال فيه بحسب "فاتيكان نيوز": "لا ننسينَّ أن نثابر على الصّلاة من أجل الّذين يتألّمون بسبب الحروب في أجزاء كثيرة من العالم، ولاسيّما من أجل شعوب أوكرانيا المعذّبة، وإسرائيل وفلسطين. لقد استقبلت هذا الصّباح وفدين، أحدهما من الإسرائيليّين الّذين لديهم أقارب رهائن في غزّة، والآخر من الفلسطينيّين الّذين لديهم أقارب يعيشون تحت القصف. هم يتألّمون كثيرًا وقد شعرت بألم كليهما: هذا ما تفعله الحروب تفعل هذا، ولكنّنا هنا قد ذهبنا أبعد الحروب، هذه ليست حربًا، هذا إرهاب. من فضلكم، لنمضِ قدمًا من أجل السّلام، صلّوا من أجل السّلام، صلّوا كثيرًا من أجل السّلام. ليضع الرّبّ يده هناك، وليساعدنا الرّبّ على حلّ المشاكل وعدم المضيّ قدمًا في الأهواء الّتي تقتل الجميع. لنصلِّ من أجل الشّعب الفلسطيني، ولنصلِّ من أجل الشّعب الإسرائيليّ، ولكي يحلَّ السّلام.