البابا فرنسيس: الإصغاء يتطلّب الوقت والانتباه وانفتاح العقول والقلوب
وبحسب إذاعة الفاتيكان، ثم توقف عند قراءة اليوم من سفر إرميا: "لأنّه هكذا قال الرّبّ: هللّوا ليعقوب بالفرح وإهتفوا لرأس الأمم. إسمعوا وسبّحوا وقولوا: "خلِّص أيّها الرّبّ شعبك، بقيّة ،إسرائيل. هاءنذا أعيدهم من أرض الشّمال وأجمعهم من أطراف الأرض وفيهم الأعمى والأعرج الحُبلى والوالدة جميعًا. جمعٌ عظيم يرجع إلى هنا. يأتون باكين وأَهديهم متضرّعين، وأُسيرهم إلى مجاري المياه في طريق مستقيم حيث لا يعثرون لأنّي أبٌ لإسرائيل وأفرائيم بكرٌ لي". (ار 31، 7-9).
وقال قداسة البابا: "إنّ هذه القراءة تتماشى بشكل خاصّ مع هذه اللّحظة، وذلك لكونها كلمة رجاء يوّجهها الله إلى شعبه، كلمة عزاء تقوم على كون الله أبًا لشعبه، يحبّه ويرعاه كابن (راجع ار 31، 9)، ويفتح أمامه أفق مستقبل، طريقًا مستقيمًا حيث لا يعثر. إنّ رجاء الله ليس سرابًا بل هو وعد لأشخاص حقيقيّين لهم حسناتهم وعيوبهم، قدراتهم وضعفهم.
كلمة الله هذه تعبِّر بشكل جيّد عن الخبرة التي عشناها خلال السّينودس كلحظة عزاء ورجاء وذلك من خلال عمل شاقّ، وفي المقام الأوّل لحظة إصغاء، والاصغاء يتطلّب الوقت والانتباه وانفتاح العقول والقلوب. إلّا أنّ هذا العمل الشّاق كان يتحوّل يوميًّا إلى رجاء بفضل الحضور الحيويّ والمحفّز للشّباب. وعبر الاصغاء حاولنا قراءة الواقع، والتّعرف على علامات أزمنتنا، وتحدّث بالتّالي عن تمييز جماعيّ في ضوء كلمة الله والرّوح القدس. عطيّة هي من بين الأكثر جمالاً يمنحها الله للكنيسة الكاثوليكيّة، أيّ جمعها لأصوات ووجوه من واقع متّعدّد الأشكال، وذلك لمحاولة تفسير يأخذ بعين الاعتبار الظّواهر الغنيّة والمركّبة، وذلك دائمًا في ضوء الإنجيل".
وعن نتائج الجمعيّة العامّة الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة قال البابا فرنسيس : "إنّ النتيجة الأوّلى هي نموذج المنهج الّذي حاول السّينودس إتّباعه منذ مرحلة التّحضير له".
وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ طلب البابا فرنسيس شفاعة مريم العذراء أمّ الكنيسة، وأوكل إليها شكر الله على عطيّة هذه الجمعية السّينودسيّة. وتابع قداسته: "العذراء هي مَن ستساعدنا اليوم على مواصلة هذه التّجربة بدون خوف في الحياة اليوميّة للجماعات." وتضرّع قداسته كي يجعلنا الرّوح القدس ننَمي ثمار عملنا لنواصل السّير مع شباب العالم بأسره.