البابا فرنسيس: الأحد الرّابع من تمّوز/ يوليو يوم عالميّ للأجداد والمسنّين
من جهة ثانية، عبّر البابا عن قربه من جميع مرضى البرص، في يومهم العالميّ، مشجّعًا المرسلين والعاملين الصّحّيّين والمتطوّعين الملتزمين في خدمتهم، آملاً أن يوحِّد قادة الأمم الجهود من أجل معالجة مرضى البرص ومن أجل ادماجهم الاجتماعيّ.
وكان البابا فرنسيس، قبيل تلاوة صلاة التّبشير، قد ألقى كلمة روحيّة قال فيها نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "يروي إنجيل اليوم يومًا نموذجيًّا لخدمة يسوع، ولاسيّما يوم السّبت، اليوم المخصّص للرّاحة والصّلاة. في مجمع كفرناحوم، قرأ يسوع الكتاب المقدّس وعلّق عليه، وجذب الحاضرين بأسلوبه في الكلام؛ كانت دهشتهم عظيمة لأنّه أظهر سلطة مختلفة عن سلطة الكتبة. كذلك، ظهر يسوع قويًّا أيضًا في الأعمال. في الواقع انقلب عليه رجل في المجمع، واصفًا إيّاه على أنّه مرسل من الله؛ فتعرَّف يسوع على الرّوح النّجس، وأمره أن يخرج من ذلك الرّجل وطرده.
نرى هنا العنصرين المميّزين لعمل يسوع: البشارة وعمل الشّفاء العجائبيّ. يبرز هذان الجانبان في إنجيل القدّيس مرقس، ولكن الأبرز هو البشارة؛ فيما يتمّ تقديم طرد الأرواح النّجسة كتأكيد على "سلطة" يسوع الفريدة وتعاليمه. هو يعظ بسلطة خاصّة به، كشخص يملك عقيدة يستخلصها من ذاته، وليس مثل الكتبة الّذين كانوا يكرّرون التّقاليد السّابقة والقوانين الّتي كانوا يتناقلوها. إنّ تعليم يسوع يملك السّلطة عينها لله الّذي يتكلّم؛ في الواقع، وبأمر واحد، حرَّر الممسوس بسهولة من الشّرّير وشفاه. إنَّ كلمته تفعل ما يقوله، لأنّه النّبيّ النّهائيّ، ولكن لماذا أقول هذا بأنّه النّبيّ النّهائيّ؟ لنتذكّر وعد موسى الّذي قال: "سيأتي بعدي نبيًّا مثلي وهو سيعلِّمكم". لقد أعلن موسى يسوع كالنّبيّ النّهائيّ. إنّ تعليم يسوع يملك السّلطة عينها لله الّذي يتكلّم؛ في الواقع، وبأمر واحد، حرَّر الممسوس بسهولة من الشّرّير وشفاه. ولذلك هو لا يتحدَّث بسلطان بشريّ وإنّما بسلطان إلهيّ لأنّه يملك سلطان النّبيّ النّهائيّ أيّ ابن الله الّذي يخلّصنا ويشفينا جميعًا.
أمّا الجانب الثّاني، أيّ جانب الشّفاءات، فيُظهر أنّ بشارة المسيح تهدف إلى هزيمة الشّرّ الموجود في الإنسان وفي العالم. وكلمته تشير مباشرة إلى مملكة الشّيطان، وتضعه في أزمة وتجعله يتراجع، وتجبره على الخروج من العالم. وبالتّالي فإنّ ذلك الممسوس، إذ بلغه أمر الرّبّ، تحرّر وتحوّل إلى شخص جديد. كذلك، تنتمي بشارة يسوع إلى منطق مخالف لمنطق العالم ومنطق الشّرّير: إذ تظهر كلماته كانقلاب لترتيب خاطئ للأشياء. في الواقع وعند اقتراب يسوع صرخ الرّوح النّجس الحاضر في ذلك الرّجل: "ما لَنا وَلَكَ يا يَسوعُ النّاصِرِيّ؟ أَجِئتَ لِتُهلِكَنا؟" تشير هذه العبارات إلى القطيعة الكاملة بين يسوع والشّيطان: إنّهما على مستويين مختلفين تمامًا؛ لا يوجد بينهما أيّ شيء مشترك، لا بل هما عكس بعضهما البعض. يسوع الّذي يملك سلطانًا هو يجذب النّاس بسلطانه ولكنّه أيضًا النّبيّ الّذي يحرّر، النّبيّ الموعود، ابن الله الّذي يشفي. لنصغِ إلى كلمات يسوع الّتي تملك سلطانًا ولا ننسينَّ هذا الأمر أبدًا! احملوا في جيبكم أو في حقيبتكم إنجيلاً صغيرًا لكي تقرؤوه خلال النّهار لكي تصغوا إلى كلمة يسوع الّتي لها سلطان؛ ومن ثمَّ جميعنا لدينا مشاكل وجميعنا لدينا خطايا وأمراضًا روحيّة لنتوجّه إذًا إلى يسوع ولنطلب منه قائلين: "يا يسوع، أنت النّبيّ وابن الله الّذي يشفينا. إشفني!". لنطلب من يسوع إذًا الشّفاء من خطايانا وشرورنا.
لتساعدنا العذراء مريم الّتي كانت تحفظ على الدّوام في قلبها كلمات وتصرّفات يسوع وتبعته بجهوزيّة وأمانة لكي نصغي إليه نحن أيضًا ونتبعه لكي نختبر في حياتنا علامات خلاصه."