الفاتيكان
18 تشرين الأول 2022, 05:55

البابا فرنسيس: احترام الغذاء لن يكون ممكنًا إلّا إذا أدركنا أنّه هبة من الله ونحن مجرّد وكلاء له

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة انعقاد المنتدى العالميّ الثّاني للأغذية، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى إلى المدير العامّ لمنظّمة الأغذية والزّراعة، شدّد فيها مرّة جديدة على ضرورة أن ينصبّ الاهتمام الأوّل على الإنسان وسلامته "آخذين بعين الاعتبار احتياجاته الحقيقيّة لاسيّما احتياجات الّذين يفتقرون إلى القوت الأساسيّ من أجل البقاء على قيد الحياة".

وكتب الأب الأقدس في الرّسالة بحسب "فاتيكان نيوز": "أحيّي جميع الّذين يشاركون في النّسخة الثّانية من منتدى الغذاء العالميّ وجميع الّذين يلتزمون ويسعون يوميًّا للقضاء على الجوع والفقر في العالم.

إنَّ الغذاء ضروريّ لحياة الإنسان، في الواقع، هو يشارك في قدسيّته ولا يمكننا معاملته كأيّ سلعة أخرى. الأغذية هي علامات ملموسة لصلاح الخالق وثمار الأرض. ويتبادر إلى ذهني أجدادنا والاحترام الّذي كانوا يكنّونه للخبز؛ إذ كانوا يقبِّلونه لدى إحضاره إلى المائدة وما كانوا يسمحون بأن يُهدر منه شيء. والمسيح نفسه، في الإفخارستيّا، صار خبزًا حيًّا لحياة العالم.

إنّ احترام الغذاء ومنحه المكانة البارزة الّتي يحتلّها في حياة الإنسان لن يكون ممكنًا إلّا إذا أدركنا أنّه بالإضافة إلى الاهتمام بإنتاجه وتوافره والحصول عليه، وكذلك في التّدابير الفنّيّة للتّجارة الزّراعيّة، هبة من الله، ونحن مجرّد وكلاء له. وكما قلت في الرّسائل الأخرى الّتي وجهتها مؤخّرًا إلى منظّمتكم، يجب أن ينصبَّ اهتمامنا الأوّل على الإنسان بسلامته آخذين بعين الاعتبار احتياجاته الحقيقيةّ، ولاسيّما احتياجات الّذين يفتقرون إلى القوت الأساسيّ من أجل البقاء على قيد الحياة.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في هذه الفترة من الأزمات المترابطة، تسائلنا رسالة المسيح، حتّى لغير المؤمنين، لكي لا نعطي الطّعام للآخرين وحسب، وإنّما لكي نقدّم أنفسنا في خدمتهم، مع الاعتراف بمركزيّة الشّخص البشريّ وضمانها. ويمكننا أن نحافظ على هذه الأولويّة فقط إذا عدنا للإيمان مجدّدًا بالأخوّة والتّضامن اللّذين عليهما أن يلهما العلاقات بين الأشخاص وبين الشّعوب.

أوكل إلى الله القدير ثمار هذا اللّقاء لكي تزداد المبادرات والقرارات الّتي تساهم في خير ومستقبل البشريّة جمعاء."