البابا فرنسيس: إنّ كلّ ما نُعطى مجّانًا هو ليكون بدوره عطيّة تُتقاسم لا ليُنهب
"إنّ المنتدى لا يشكّل فقط علامة قرب من الكثير من الأخوة والأخوات الّذين يعيشون بين ذكرى مأساة رهيبة وانتظار إعادة البناء، بل هو أيضًا تعبير عن الرّغبة في التّأكيد بقوّة على أنّ الفقراء هم من يدفعون الثّمن الأكبر لدمار البيئة. إنّ الجراح الّتي تصيب البيئة هي جراح تصيب البشريّة الأقلّ حماية، وذكّر في هذا السّياق بما كتب في الرّسالة العامّة "كن مسبّحًا": "لن يكون هناك وجود لعلاقة جديدة مع الطّبيعة بدون كائن بشريّ جديد. ولا وجود لإيكولوجيّة بدون أنتروبولوجيّة ملائمة" ("كن مسبَّحا" 118)".
كما ذكر البابا موضوع هذا المنتدى الثّاني مشيرًا إلى المنتدى الأوّل الّذي تمحور حول "البلاستيك الّذي يخنق كوكبنا"، فنوّه إلى "تأمّل المشاركين في المنتدى اليوم حول الأوضاع الخطيرة الّتي تعاني منها منطقة الأمازون ويعاني منها سكّانها.
إنّ هذا الاختيار مستلهم من موضوع سينودس الأساقفة المخصّص لمنطقة الأمازون والّذي سيُعقد في تشرين الأوّل/أكتوبر القادم. إنّ ما تعاني منه هذه المنطقة هو نموذج حزين لما يحدث في مناطق عديدة من الكوكب".
وتكلّم بعدها عمّا وصفها "بعقليّة عمياء مدمّرة تفضّل الرّبح على العدالة وتكشف منطق النّهب الّذي يتعامل به الإنسان مع الطّبيعة"، ودعا الجميع إلى "ألّا ينسوا الرّباط الوثيق بين العدالة الاجتماعيّة والإيكولوجيا".
وتحدّث البابا فرنسيس عن تأثير ما يحدث في الأمازون على الصّعيد العالميّ مشيرًا إلى "شعوب سُلبت منها أراضيها وتتعرّض لافتقار ثقافاتها وتقاليدها. إنّه لا يمكن للإنسان أن يكون متفرّجًا غير مبالٍ أمام هذا الوضع ولا يمكن هذا للكنيسة أيضًا".
وبعد الحديث عن عمل جماعات "كن مسبّحًا" من أجل نشر تعاليم القدّيس البابا بولس السّادس في الرّسالة العامّة "ترَقّي الشّعوب"، اقترح ثلاث كلمات على المشاركين في المنتدى. "الكلمة الأولى هي التّسبيح، فتسبيح الله هو التّصرّف الضّروريّ أمام الخليقة وجمالها وأمام خير الإنسان الّذي هو أيضًا حارس هذه الخليقة". وبيّن أنّ "التّسبيح هو ثمرة التّأمل وأنّهما معها يقودان إلى الاحترام الّذي يصبح تعبّدًا". أمّ الكلمة الثّانية فهي الإفخارستيّا، وقال أنّ "التّصرّف الإفخارستيّ، وأمام العالم وسكّانه، هو قادر على معانقة العطيّة الّتي يحملها كلّ مخلوق في ذاته. إنّ كلّ ما نُعطى مجّانًا هو ليكون بدوره عطيّة تُتقاسم لا ليُنهب". الكلمة الثّالثة هي التّقشف، "إنّ الاحترام ينطلق من تصرّف التّقشّف الّذي يعني القدرة على التّخلّي عن شيء ما من أجل خير أكبر، من أجل خير الآخرين".
وفي نهاية رسالته، أشار البابا فرنسيس إلى "الرّجاء في أن تكون هذه الجماعات بذرة أسلوب متجدّد لعيش العالم ومنحه مستقبلًا والعناية به"، ومنح بعدها بركته للجميع.