الفاتيكان
16 آذار 2018, 07:30

البابا فرنسيس: إن قلتَ أنّك تصلّي من أجل شخص ما، عليك أن تسير درب الصّبر

شدّد البابا فرنسيس في قدّاسه أمس على قوّة الصّلاة وحاجتها إلى الشّجاعة والصّبر انطلاقًا من الحوار بين الله وموسى، إذ قال نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان":

 

"حاول النّبيّ أن يزيح الرّبّ عن غضبه ضدَّ الشّعب الّذي أخرجه من مصر إذ قد "حادوا سَريعًا عنِ الطَّريقِ الَّذي أَمَرهم الله بِسلوكِه وصَنَعوا لَهُم عِجلاً مَسبوكًا، فسَجَدوا لَه وذَبَحوا لَه". في الحوار الشّجاع الّذي قام به موسى اقترب من الجدل وذكّر الله بما فعله لشعبه الّذي أخرجه من مصر وذكّره بأمانة ابراهيم وإسحق، وفي كلماته وجهًا لوجه يظهر التزام النّبيّ ومحبّته لشعبه. لم يخف موسى من قول الحقيقة ولم يستسلم إزاء إمكانيّة بيع ضميره؛ وهذا الأمر يعجب الله، عندما يرى الله شخصًا يُصلّي من أجل شيء ما، هو يتأثّر جدًّا.

لم يقبل موسى بأيّة رشوة. وكان موقفه أنا مع الشّعب وأنا معك. هذه هي صلاة التّشفُّع: صلاة تناقش، وتتحلّى بالشّجاعة لتواجه وجهًا لوجه الرّبّ الصّبور. في صلاة التّشفُّع نحن بحاجة للصّبر: لا يمكننا أن نعد شخصًا بأن نصلّي من أجله وننهي الأمر بصلاة "الأبانا" وصلاة "السّلام عليك" وحسب؛ لا! إن قلتَ أنّك تصلّي من أجل شخص ما، عليك أن تسير في هذه الدّرب، درب الصّبر.

في الحياة اليوميّة، غالبًا ما نجد مسؤولين مستعدّين للتّضحية بشركاتهم في سبيل مصالحهم الشّخصيّة، لكن موسى لا يدخل في منطق الرّشوة، هو مع الشّعب ويكافح من أجله؛ والكتاب المقدّس مليء بأمثال حول المثابرة والقدرة في المضيِّ قدمًا بصبر كالمرأة الكنعانيّة وأعمى أريحا على سبيل المثال.

إنّ صلاة التّشفّع تحتاج لأمرين: الشّجاعة والصّبر. إن كنتُ أريد أن يصغي الرّبّ إلى ما أطلبه عليَّ أن أسير قدمًا وأستمرّ وأقرع على باب الله وعلى قلبه لأنَّ قلبي قد التزم بهذه الصّلاة. لكن إن لم يلتزم قلبي بتلك الحاجة وبذلك الشّخص الّذي أصلّي من أجله فلن يتحلّى بالشّجاعة والصّبر الكافيين. وبالتّالي فإنّ درب صلاة التّشفُّع هي الالتزام والكفاح والسّير قدمًا والصّوم.

ليمنحنا الرّبّ هذه النّعمة؛ نعمة الصّلاة أمام الله بحرّيّة الأبناء؛ نعمة الصّلاة بإصرار وصبر؛ ولكن وبشكل خاصّ نعمة الصّلاة مدركين أنّنا نتكلّم مع أبينا الّذي يُصغي إلينا. ليساعدنا الرّبّ كي نسير قدمًا في صلاة التشفُّع هذه".