الفاتيكان
29 آب 2019, 06:30

البابا فرنسيس: إنّ المرضى هم مميّزون بالنّسبة للكنيسة

"وكانَ يجري عن أيدي الرّسلِ في الشّعب كثيرٌ من الآياتِ والأعاجيب... حتّى إنَّهم كانوا يَخرجونَ بالمرضى إلى الشّوارع، فيَضعونَهم على الأسرَّةِ والفُرُش، لكي يَقعَ ولو ظِلُّ بطرسَ عندَ مرورهِ على أحدٍ منهم. وكانت جماعةُ النّاسِ تُبادرُ من المدنِ المجاورةِ لأورشليم، تحملُ المرضى والّذين بهم مسٌّ من الأرواحِ النَّجسة فيُشفَون جميعًا". عند الفصل الخامس من سفر أعمال الرّسل (5، 12. 15-16) توقّف البابا فرنسيس في مقابلته العامّة صباح الأربعاء في ساحة القدّيس بطرس، فقال للمحتشدين نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

 

"إنّ الجماعة الكنسيّة كما يصفها سفر أعمال الرّسل كانت تعيش من غنى كبير وضعه الرّبّ في متناولها، وتزداد عددًا على الرّغم من التّهجّمات الخارجيّة. ولإظهار هذه الحيويّة، يشير لوقا أيضًا، في سفر أعمال الرّسل، إلى بعض الأماكن الهامّة كرِواق سليمان على سبيل المثال (راجع سفر أعمال الرّسل 5، 12)، مكان لقاء للمؤمنين. ويشدّد لوقا على الآيات والأعاجيب الّتي ترافق كلمة الرّسل وعلى العناية الخاصّة بالمرضى.

وفي الفصل الخامس من سفر أعمال الرّسل، تظهر الكنيسة النّاشئة "كمستشفى ميدانيّ" يستقبل الأشخاص الأكثر ضعفًا، أيّ المرضى. فمعاناة المرضى كانت تجذب الرّسل الّذين لم يكن عندهم "لا فضَّة ولا ذهب" (أعمال الرّسل 3، 6)، ولكن هم أقوياء باسم يسوع... وإنّ المرضى هم مميّزون بالنّسبة للكنيسة. فلا ينبغي إقصاؤهم إنّما يجب الاعتناء بهم".

وأشار البابا إلى أن "من بين الرّسل يبرز بطرس بسبب الأوّلية (راجع متّى 16، 18) والرّسالة اللّتين نالهما من القائم من الموت (راجع يوحنّا 21، 15 – 17). فبطرس كان يقترب من فُرُش المرضى ويمرّ بينهم، كما فَعل يسوع. بطرس، صيّاد الجليل، كان يمرّ بينهم ولكن كان يدع آخر يُظهر نفسه، أيّ المسيح الحيّ والعامل.

إنّ بطرس كان يقوم بأعمال المعلّم (راجع يوحنّا 14، 12)... وممتلئًا من روح ربّه، يمرّ بطرس، وبدون أن يفعل أيّ شيء، يصبح ظِلّه "لمسة" شافية، وفيضًا لحنان القائم من بين الأموات الّذي ينحني على المرضى ويُعيد إليهم الحياة والخلاص والكرامة. وبهذا الشّكل، يُظهر الله قربَه ويجعل من جراح أبنائه "المكان اللّاهوتيّ لحنانه". ففي جراح المرضى، وفي الأمراض الّتي تحول دون المضيّ إلى الأمام في الحياة، هناك دائمًا حضور يسوع، هناك جراح يسوع. يسوع الّذي يدعو كلّ واحد منّا إلى الاعتناء بهم.

إنّ عمل بطرس الشّافي أثار كراهية الصّدّوقيّين وحسدهم، ووضعوا الرّسلَ في السّجن ومنعوهم من التّعليم. وقد تمّ إطلاق سراحهم بشكل عجائبيّ غير أنّ قلوب الصّدّوقيّين كانت قاسية جدًّا لدرجة أنّهم لم يريدوا أن يصدّقوا ما رأوه."

وتوقّف البابا فرنسيس عند جواب بطرس "اللهُ أحقّ بالطّاعة من الناس" (أعمال الرّسل 5، 29)، لافتًا إلى أنّ "ذلك يعني الإصغاء إلى الله بدون تحفّظ وحسابات".

وفي الختام، طلب من الرّوح القدس "قوَّةَ عدم الخوف أمام من يأمرنا بالصّمت، ويشهّر بنا"، منهيًا "ولنطلب أن يقويّنا داخليًّا لكي نكون واثقين من حضور الرّبّ المحبّ والمعزّي إلى جانبنا".