الفاتيكان
29 نيسان 2024, 06:30

البابا فرنسيس إلى شبيبة البندقيّة: أتركوا هواتفكم وانتبهوا إلى الآخرين

تيلي لوميار/ نورسات
حثّ البابا فرنسيس في أثناء زيارته مدينة البندقيّة الإيطاليّة، الشباب على جعل أنفسهم هديّة للآخرين من خلال التركيز على كيفيّة مساعدتهم بدلا من الشكوى من كونهم وحدهم أو من إساءة فهمهم.

 

إلتقى البابا فرنسيس، صباح الأحد الثامن والعشرين من نيسان (أبريل) بشبيبة البندقيّة في الساحة أمام بازيليك القدّيسة مريم سيّدة الخلاص. جاء هذا اللقاء من ضمن برنامج زيارة الأب الأقدس ليومٍ واحد، المدينةَ في شمال إيطاليا، في مناسبة تنظيم بينالي البندقيّة للفنون Biennale Art Venice، بحسب ما جاء في "أخبار الفاتيكان".

تحدّث البابا فرنسيس إلى الشبيبة وتذكّر معهم "أنّنا نلنا جميعًا هبة عظيمة، هي أن نكون أولاد الله المحبوبين. بالتالي، نحن مدعوّون إلى أن نتشارك فرح الله مع الآخرين."  

"نحن هنا اليوم، قال البابا، لنكتشف من جديد، في الربّ، الجمال الذين نحن إيّاه ولنفرح باسم يسوع، إلهٌ شابٌّ يحبّ الشباب ولا ينفكّ يفاجئنا".  

ثمّ تأمّل وحمل مستمعيه على أن ينأمّلوا في كلمتين عاشتهما العذراء مريم حينما سمعت انّها ستصبح أمّ الله "قامت ومضت".

"إنهضوا" قال الأب الأقدس للشبيبة في البندقيّة. "انهضوا من الأرض لأنّنا مخلوقون للسماء. انهضوا من الحزن وارفعوا نظركم إلى فوق. انهضوا لتقفوا في وجه الحياة، وليس لتجلسوا على الأريكة".  

الشيء الأوّل الذي لا بدّ لكلّ واحدٍ منّا أن يفعله حالما يفتح عينيه في الصباح، هو أن يشكر الله على هبة الحياة بتمتمة صلاة قصيرة: "يا إلهي، أشكرك على الحياة. إلهي، إجعلني أُغرم بحياتي. يا إلهي، أنتَ حياتي".  

إعترف البابا بأنّ على الشباب، أن يناضلوا في وجه "جمودٍ قمعيّ، خانق" يحوّل عالمنا إلى ظلالٍ رماديّة.  

"فلندعِ الربّ يمسكنا بيدنا، فهو لن يخيّب أبدًا ظنّ من يثق به، بالأحرى، هو يُنهِض دائمًا ويسامح على الدوام"، قال البابا فرنسيس. "الله ينظر إلينا كأولادٍ لا بدّ من إنهاضهم، إذا سقطوا، ولا ينظر إلينا كفاعلي شرّ تجبُ معاقبتُهم."

وبعد نهوضنا من نومنا أو من خطيئتنا، تابع الأب الأقدس، علينا أن "نمكث" في يسوع من خلال فضيلة الثبات. فبدل العيش على العواطف السريعة، والرضى الموقّت، المسيحيّون مدعوّون إلى المثابرة، معًا، في الإيمان، والمحبّة بالصلاة الجماعيّة، في القدّاس.

قد تقولون "لكنّ كل واحدٍ من حولي، يعيش بمفرده، مع هاتفه الخلويّ، ملتصقًا بوسائل التواصل الاجتماعيّ وألعاب الفيديو"."نعم"، ناشدهم البابا، "لا بدّ لكم، من الذهاب ضدّ التيّار، بكلّ شجاعة،: لا تهابوا من أن تأخذوا الحياة بملء اليدين، انخرطوا فيها: أطفئوا التلفزيون وافتحوا الإنجيل، ابتعدوا عن هاتفكم وانطلقوا إلى لقاء الناس!"

على الشبيبة، أن تجذّف ضدّ التيّار، سامحين لله أن يساعدهم، فالـ"تجذيف يتطلّب الانتظام" أردف الأب الأقدس، بيد أنّ المثابرة تؤتي ثمارها الشهيّة، ولو كانت الطريق صعبة".  

ثمّ، تحوّل البابا إلى الفعل الثاني الذي يميّز مريم العذراء، "مضت". فإن كان النهوض هو قبول أنّنا هديّة أو هبة، فالانطلاق، هو عيشنا كهديّة. فأنا مدعوٌّ لأن أعيش بإعطاء ذاتي للآخرين"، أوضح البابا.

بعد ذلك، دعا الشباب أمامه ومن يتابعونه إلى أن يحتضنوا نداء الله لهم أن يشاركوه في خليقته، قال لهم: "الخلْق يدعونا إلى أن نكون مبدعي جمالٍ نحن أنفسنا، أي أن نخلق شيئًا لم يوجد من قبل". "والحياة تطلُبُ أن تُعطى، لا أن توفَّر: علينا، لا محال، أن نكسر شبكة عالم التواصل الاجتماعيّ العنكبوتيّة المُخدِّرة لنفوسنا".  

"شرِّعوا قلوبكم لله، اشكروه، اقبلوا الجمال الذي أنتم إيّاه وأحبّوا حياتكم"، ولا تنسوا أنّ يسوع طلب من أبيه أن نكون واحدًا فنكون واحدًا فيهما (الآب والابن) (يو 17: 21). "ثمّ اذهبوا! اخرجوا وسيروا مع الآخرين، ابحثوا عمّن هم وحيدون، ولوِّنوا شوارع الحياة بالإنجيل. انهضوا وانطلقوا."