أوروبا
12 تموز 2022, 11:15

البابا فرنسيس إلى شباب أوروبا: لتقديم للعالم وجهًا جديدًا لأوروبا

تيلي لوميار/ نورسات
"تغيير أوروبا من "قارّة عجوز" إلى "قارّة جديدة"، وهذا أمر ممكن معكم أنتم فقط!". هي الدّعوة الّتي وجّهها البابا فرنسيس للمشاركين في مؤتمر شباب الاتّحاد الأوروبيّ الّذي انطلق الإثنين في براغ ويستمرّ لغاية غد الأربعاء، وذلك في رسالة حثّهم فيها على تقديم للعالم وجهًا جديدًا لأوروبا.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "أراد البابا فرنسيس تذكير الشّباب بإطلاق الميثاق التّربويّ العالميّ في أيلول سبتمبر 2019 والسّاعي إلى التّربية على الأخوّة، "ولكن ومع رؤية ما يحدث في هذا العالم الّذي يقوده بالغون ومسنّون يبدو أنّكم أنتم مَن عليه أن يربّي البالغين على الأخوّة والتّعايش السّلميّ". ثمّ تحدّث الأب الأقدس عن الالتزام الأوّل لهذا الميثاق ألا وهو الإصغاء إلى الأطفال والفتية والشّباب، داعيًا بالتّالي الشّباب إلى إسماع صوتهم وإعلائه، مشدّدًا على حقّهم في أن يعبِّروا عن رأيهم فيما يتعلّق بمستقبلهم، وحاثًّا إيّاهم على أن يتميّزوا بالطّموح والإبداع والنّقد.  

كما دعا البابا إلى الانقتاح على الاستقبال الّذي يعكس قيمة الدّمج، محذّرًا من الانزلاق في إيديولوجيّات قصيرة النّظر تريد إظهار الآخر، المختلف، وكأنّه عدوّ، مشدّدًا على التّضامن مع الجميع بكلّ اختلافاتهم.

هذا وشدّد على أهمّيّة المؤسّسات التّربويّة لا النّخبويّة، تلك الّتي تجمع بين التّربية الجيّدة وخدمة القريب.

تحدّث البابا أيضًا عن العناية بالبيت المشترك، أحد المواضيع الّتي يتطرّق إليها المؤتمر، وأعرب بحسب "فاتيكان نيوز"، عن "سعادته لرؤية أنّ جيل اليوم قادر على تقديم مبادرات ملموسة في هذا المجال". وقال للشّباب إنّهم في حال عدم تمكّنهم من إحداث تغيير في هذا التّوجّه نحو التّدمير الذّاتيّ فسيكون من الصّعب أن ينجح في هذا آخرون في المستقبل. ودعاهم إلى ألّا تغريهم أحلام حياة فاخرة مقتصرة على فئة صغيرة من العالم، بل إلى أن يروا بقيّة البشريّة لا أوروبا الصّغيرة فقط، وإلى التّطلّع إلى حياة كريمة ومعتدلة بدون بذخ أو إهدار كي يتمكّن الجميع من أن يسكنوا العالم بكرامة.  

وتوقّف البابا فرنسيس بعد ذلك عند الحرب الدّائرة في أوكرانيا الّتي تضاف إلى نزاعات كثيرة أخرى في العالم ما يجعل الحاجة إلى ميثاق تربويّ يربّي الجميع على الأخوّة أكثر إلحاحًا. وتابع مشيرًا إلى قول كثيرين إنّ العالم لو كان يحكمه النّساء لما كانت فيه هذه الحروب الكثيرة، وأضاف أنّه يعجبه التّفكير في أنّ هذا ينطبق أيضًا على عالم يحكمه الشّباب.  

وأخيرًا، دعا البابا الشّباب إلى النّظر إلى ما هو أبعد، إلى الأعلى، وذلك للبحث بشكل متواصل عن معنى حياتهم، الهدف، الحقيقة، فليس هناك حياة بدون البحث عن الحقيقة؛ وإلى العيش بأقدام ثابتة على الأرض ولكن مع نظرة واسعة منفتحة على الأفق، على السّماء. كما دعاهم إلى المشاركة في اليوم العالميّ للشّباب في لشبونة وتشارك أحلامهم مع شبّان العالم.