الفاتيكان
24 نيسان 2023, 06:30

البابا فرنسيس إلى المجر يوم الجمعة

تيلي لوميار/ نورسات
"يوم الجمعة المقبل سأذهب لمدّة ثلاثة أيّام إلى بودابست، في المجر، لإكمال الزّيارة الّتي قمت بها في عام 2021 لحضور المؤتمر الإفخارستيّ الدّوليّ. ستكون أيضًا زيارة إلى وسط أوروبا، حيث لا تزال تهبُّ رياح الحرب الجليديّة، بينما تضع تحرّكات العديد من الأشخاص قضايا إنسانيّة مُلحَّة على جدول الأعمال. لكنّني الآن أرغب في أن أتوجّه بمحبّة إلى الإخوة والأخوات المجريّين الّذين أتطلّع لزيارتكم. أعلم أنّكم تستعدّون لمجيئي بالتزام كبير: أشكركم من كلِّ قلبي على ذلك. وأطلب منكم جميعًا أن ترافقونني بالصّلاة في هذه الزّيارة".

بهذه الكلمات، ذكّر البابا فرنسيس بزيارته المجر يوم الجمعة، داعيًا الجميع إلى مرافقته بالصّلاة، وذلك في كلمته بختام صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء"، الّتي كان قد تلاها بعد كلمة روحيّة ألقاها ظهر الأحد على مسامع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "في هذا الأحد الثّالث من الفصح يروي الإنجيل لقاء يسوع القائم من الموت بتلميذي عمّاوس. إنّهما تلميذان، استسلما لموت المعلِّم، وقرّرا في يوم عيد الفصح أن يتركا أورشليم ويرجعا إلى البيت. وبينما هما سائرين حزينين يتحدّثان عمّا حدث، دنا منهما يسوع، لكن أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه. فسألهما لماذا كانا مُكتَئِبَين، فقالا له: "أَأَنتَ وَحدَكَ نازِلٌ في أُورَشَليم، ولا تَعلَمُ الأُمورَ الَّتي حَدَثَت فيها هذهِ الأَيَّام؟". فأجابهما يسوع: "ما هي؟". لقد طلب منهما يسوع أن يخبراه القصّة بأكملها وجعلهما يخبراه بها؛ ومن ثمّ، فيما هما سائران، ساعدهما لكي يعيدا قراءة الأحداث بطريقة مختلفة، في ضوء النّبوءات وكلمة الله وكلِّ ما كان قد أُعلن لشعب إسرائيل. إعادة قراءة الأحداث هذا ما فعله يسوع معهما ساعدهما لكي يعيدا قراءة الأحداث. لنتوقّف عند هذا الجانب.

في الواقع، من المهمّ بالنّسبة لنا نحن أيضًا أن نعيد قراءة قصّتنا مع يسوع: قصّة حياتنا، قصّة مرحلة معيّنة، قصّة أيّامنا، مع خيبات أملنا وآمالنا. من ناحية أخرى، نحن أيضًا، مثل هذين التّلميذين، إزاء ما يحدث لنا، يمكننا أن نجد أنفسنا ضائعين إزاء الأحداث، وحيدين وقلقين، مع العديد من الأسئلة والمخاوف. يدعونا إنجيل اليوم لكي نخبر يسوع بكلّ شيء، بصدق، بدون أن نخاف من أن نزعجه، بدون أن نخاف من أن نقول أشياء خاطئة، بدون أن نخجل من تعبنا في الفهم. إنَّ الرّبّ يفرح عندما ننفتح عليه؛ بهذه الطّريقة فقط يمكنه أن يمسكنا بيدنا، ويرافقنا ويجعل قلوبنا تتَّقد من جديد. وبالتّالي نحن أيضًا، مثل تلميذي عمّاوس، مدعوّون لكي نتحدّث معه لكي يبقى معنا عندما يحين المساء.

هناك طريقة جميلة لكي نقوم بذلك، واليوم أريد أن أقترحها عليكم: إنّها تقوم على أن نكرَّس وقفة، كلّ مساء، لكي نقوم بفحص موجز للضّمير. إنّه إعادة قراءة يومنا مع يسوع: أن نفتح له قلوبنا، ونحمل له الأشخاص والخيارات والمخاوف والسّقطات والآمال؛ لكي نتعلّم تدريجيًّا أن ننظر إلى الأشياء بعيون مختلفة، بعيني يسوع وليس فقط بعيوننا. وهكذا يمكننا أن نعيش مجدّدًا خبرة هذين التّلميذين. أمام محبّة المسيح، حتّى الأمور الّتي تبدو متعبة وفاشلة يمكنها أن تظهر في ضوء مختلف: صليب تصعب معانقته، خيار مغفرة إزاء إساءة ما، انتقام فارغ، إرهاق العمل، والصّدق الّذي يُكلِّف ومحن الحياة العائليّة، جميع هذه الأمور يمكنها أن تظهر لنا في ضوء جديد، نور المصلوب والقائم من بين الأموات، الّذي يعرف كيف يحوِّل كلّ سقطة إلى خطوة إلى الأمام. ولكن لكي نقوم بذلك، من الأهمّيّة بمكان أن نزيل دفاعاتنا: أن نترك وقتًا وفسحة ليسوع، ألّا نخفِ عنه أيّ شيء، أن نحمل له بؤسنا، وأن نسمح لحقيقته أن تجرحنا، ونسمح لقلوبنا أن ترتعش على أنفاس كلمته.

يمكننا أن نبدأ اليوم ونخصّص هذا المساء وقفة صلاة نسأل خلالها أنفسنا: كيف كان نهاري؟ ما هي لآلئه الّتي ربّما كانت خفيّة والّتي عليّ أن أرفع الشّكر من أجلها؟ هل كان هناك القليل من الحبّ فيما فعلته؟ وما هي السّقطات والأحزان والشّكوك والمخاوف الّتي علي أن أحملها ليسوع لكي يفتح لي دروبًا جديدة ويرفعني ويشجّعني؟ لتساعدنا مريم، العذراء الحكيمة، لكي نتعرّف على يسوع الّذي يسير معنا ولكي نعيد أمامه مجدّدًا قراءة كلّ يوم من أيّام حياتنا".

وبعد الصّلاة، قال البابا: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، بالأمس، في باريس، تمّ إعلان تطويب إنريكو بلانشا، كاهن من جماعة القدّيس منصور دي بول، ولاديسلاو راديغ وثلاثة من رفاقه الكهنة من رهبانيّة القلبين الأقدسين ليسوع ومريم. رعاة يحرّكهم الحماس الرّسوليّ، جمعتهم شهادة الإيمان وصولاً إلى الاستشهاد، الّذي تعرّضوا له في باريس عام ١٨٧١، خلال ما يُعرف بـ"الثّورة الفرنسيّة الرّابعة".

أمس تمَّ الاحتفال باليوم العالميّ للأرض. أتمنّى أن يقترن الالتزام بالعناية بالخليقة على الدّوام بتضامن فعّال مع الأشخاص الأشدّ فقرًا. لسوء الحظّ، لا يزال الوضع في السّودان خطيرًا، لذلك أجدّد ندائي لكي يتوقّف العنف في أسرع وقت ممكن ويتمَّ استئناف درب الحوار. أدعو الجميع للصّلاة من أجل إخوتنا وأخواتنا في السّودان.

يصادف اليوم اليوم التّاسع والتّسعون لجامعة القلب الأقدس الكاثوليكيّة، حول موضوع حبّ المعرفة. تحدّيات الأنسنة الجديدة. أتمنّى أن تواجه أكبر جامعة كاثوليكيّة إيطاليّة هذه التّحدّيات بروح مؤسّسيها، ولاسيّما بروح الشّابّة أرميدا باريللي، الّتي تمّ إعلان تطويبها العام الماضي."