الفاتيكان
07 تموز 2022, 10:20

البابا فرنسيس: إضطررت للخروج فقبضوا عليَّ متلبّسًا

تيلي لوميار/ نورسات
حلَّ الفي 22 دقيقة مقتطعة من مقابلة مدّتها تقريبًا ساعة ونصف، جمعت البابا فرنسيس، في 9 حزيران/ يونيو، بالكاهن الأرجنتينيّ غييرمو ماركو الّذي كان مسؤولاً عن المكتب الإعلاميّ لأبرشيّة بوينس آيرس لمدّة 10 سنوات، بينما كان بيرغوليو كاردينالًا، تحدّث البابا عن قضايا شخصيّة وروحيّة من حياته "البسيطة"، وقد تمّ بثّ جزء من المحادثة ضمن البرنامج الإذاعيّ الّذي يقدّمه الأب ماركو.

في مستهلّ المقابلة، قال البابا: "قلبي مستودع مليء بالأشياء الّتي احتفظ بها. لا بدّ لي من أن أوسِّع الرّفوف كلّ فترة. أنا من هذه النّاحية "جامع للأشياء" بالمعنى الجيّد للكلمة، لأنّني لا أريد أن أفقد أيّ شيء من الخير الّذي يمنحه النّاس لي. إنَّ النّاس تكافئك كثيرًا، بالأمثلة، بالكلمات، بتصرُّف. والكاهن موجود لكي يعلِّم النّاس، لكنّني أعتقد أنّنا نتعلّم الكثير من النّاس إذا نظرنا إليهم".  

ماركو الّذي أشار إلى أنّه عندما تقابل شخصًا ما، فأنت تريد أن تعرف كيف يعيش وكيف يصلّي. والبابا كان يقول في كلِّ مرّة يواجه فيها مشكلة ما: "حسنًا، دعني أصلّي ثمّ سأجيب عليك". وفي جوابه حول صلاته، قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "إنَّ صلاة الأسقف هي رعاية القطيع لكي أقول ذلك بمصطلحات إنجيليّة، والبابا هو أسقف، لذلك يستمرّ بالأسلوب عينه. إنّه الأسلوب عينه: يطلب ويتشفّع ويشكر على كلّ الخير الّذي يتمُّ القيام به". وفي هذا السّياق، أكّد أنّه لا يزال ينهض باكرًا للصّلاة "لأنّك إذا لم تصلِّ في الصّباح، فلن تصلّي بعدها أبدًا، لأنَّ "مفرمة اللّحم" ستمسك بك بعدها."

أمّا عن التّنزّه والسّير حرًّا في الشّوارع، لفت البابا إلى حنينه لممارستهما في العاصمة الأرجنتينيّة بوينس آيرس، فقال: "كنت أمشي أو أستقلُّ الحافلة. هنا في المرّتين اللّتين اضطررت فيهما للخروج، قبضوا عليَّ متلبّسًا. مرّتين في الشّتاء، عند السّابعة مساء، عندما يكون قد حلَّ المساء... ولكن عندما وصلت إلى عيادة طبيب العيون، صرخت سيّدة من الشّرفة "البابا!" وانتهى كلّ شيء. وعندما ذهبت إلى متجر التّسجيلات حيث لم يكن هناك أحد- ذهبت لأبارك المكان لأنّه متجر لأحد الأصدقاء الّذي كان قد أعاد ترميمه- وقد طلب منّي "لماذا لا تأتي لتبارك لنا المتجر هذا الأمر سيساعدنا كثيرًا؟". لذلك ذهبت، عندما حلَّ المساء أيضًا ولكن للأسف أنّ هناك موقف سيارات أجرة قريب من المتجر، وكان هناك صحفيّ ينتظر صديقًا لكي يركب سيّارة أجرة."

وحول شعوره أمام هذه المسؤوليّة العظيمة إزاء الكنيسة، أجاب الحبر الأعظم: "إنَّ الرّوح القدس يعطيك ثمارًا كثيرة، لكن لا يوجد أيّ حديث أبدًا عن أنّه يخدِّرك. ولكن وأحيانًا تشعر بأنّك مخدّر إزاء المواقف الّتي من شأنها أن تجعلك تتألّم كثيرًا، ولكن على الرّغم من ذلك إذ تبقى في هذا الموقف، تكون قادرًا على التّحرّك".  

وعن إدارة الأزمات، قال: "إنَّ أحد الأشياء الّتي تعلّمتها هنا هو أنّنا لا نعرف كيف نتعامل مع الأزمات، وأنَّ الأزمات هي الّتي تجعلنا ننمو." بعدها ذكّر بمؤسّسي الاتّحاد الأوروبيّ كأمثلة لرجال عرفوا كيف يتعاملوا مع الأزمات ونموا معها، ولم يحولوها إلى صراع، فـ"عندما تحوّل أزمة ما إلى صراع، فإنّك تخسر، لأنَّ الوحدة هي أكبر من الصّراع، أمّا الصّراع فيحُدُّك".

وفي الختام، أنهى البابا حديثه، على ضوء تعليمه حول المسنّين، لافتًا إلى كيفيّة عيشه هذه المرحلة قائلاً: "أنا، في هذه المرحلة من العمر، أضحك على نفسي وأمضي قدمًا".