البابا فرنسيس: أُنموا من جذوركم وأزهروا وأثمروا
"في ختام اليوم العالميّ للشّباب في كراكوفيا، في تموز/ يوليو عام ٢٠١٦ قلت للشّباب المتطوّعين: "لنأخذ ذكرى ماضينا لكي نبني الرّجاء بشجاعة". وهذا هو الشّعار الذي اخترتموه لهذا اللّقاء العالميّ للشّباب من السكّان الأصليّين الذي يجمعكم من السّابع عشر وحتى الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري في سولوي، كوماركا نغابيه-بوغليه أبرشيّة دافيد في باناما.
أُهنّئكم لأنّها المرّة الأولى التي يُنظَّم فيها لقاء قبل اليوم العالميّ للشّباب، وبشكل خاصّ للشّباب من الشّعوب الأصليّة، ومن السكّان الأصليّين، على صعيد عالميّ. مبادرة أرغب أن أشكر عليها القسم المعنيّ براعويّة السّكان الأصليّين في مجلس أساقفة باناما الذي يعضده مجلس أساقفة أميركا اللّاتينيّة.
أيُّها الشّباب الأعزّاء، أحثّكم لكي يساهم هذا اللّقاء، الذي يجمع مئات الشّباب من شعوب أصليّة متعدّدة، على التّأمّل والاحتفال بإيمانكم بيسوع المسيح، انطلاقًا من غنى ثقافاتكم الأصليّة. أحثّكم لكي تكون مناسبة لكي تجيبوا على الدّعوة الموجّهة للشّباب في أوقات أخرى، ولكي تكون ممتنّين لتاريخ شعوبكم وشجعان، إزاء التّحدّيات التي تحيط بكم، لكي تسيروا قدمًا مفعمين بالرّجاء في بناء عالم آخر.
من الأهميّة بمكان أن نعود إلى الثّقافات الأصليّة، ونعتني بالجذور، لأنّه من الجذور تأتي القوّة التي ستجعلكم تنمون وتزهرون وتثمرون. بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يكون أسلوبًا لإظهار وجه كنيستنا، كنيسة الشّعوب الأصليّة في إطار اليوم العالميّ للشّباب، ولتأكيد التزامنا في حماية البيت المشترك، والتّعاون في بناء عالم آخر أكثر مساواة وأكثر إنسانيّة.
لا شكَّ أنَّ المواضيع التي، وبحسب البرنامج، ستكون محطَّ تأمّلِكم، ستحفّز البحث عن أجوبة، في منظار إنجيلي، للعديد من أوضاع التّهميش والإقصاء والاستبعاد التي يتعرّض لها ملايين الشّباب، ولاسيّما الشّباب من السّكان الأصليّين في العالم. ليكن تصرّفكم والادراك بانتمائكم لشعوبكم ردّة فعل ضدّ ثقافة الإقصاء هذه، وضدَّ ثقافة نسيان الجذور هذه، التي تمتدُّ نحو مستقبل بدون أساسات.
أيُّها الشّباب والشّابات، اعتنوا بثقافاتكم! اعتنوا بجذوركم! ولكن لا تتوقّفوا هناك فقط، وإنّما أنموا من هذه الجذور وأزهروا وأثمروا. لقد قال أحد الشّعراء إنّ "كلّ ما تحمله الشّجرة من أزهار يأتيها ممّا هو مدفون تحت التّراب". الجذور ولكنّها جذور تحمل إلى المستقبل وتوجّه نحو المستقبل.
هذا هو تحدّي اليوم! وسيسعدني أن ألتقيكم في باناما. وفي غضون ذلك أتوّجه إليكم بأطيب التّمنّيات من أجل لقائكم وأمنحكم بركتي."