الفاتيكان
21 شباط 2020, 10:35

البابا فرنسيس: أن نكون مسيحيّين يعني أن نقبل الدّرب التي سارها يسوع

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البابا فرنسيس القدّاس الإلهيّ صباح يوم الخميس في كابلّة بيت القدّيسة مرتا في الفاتيكان، وألقى عظة استوحاها من إنجيل القديس مرقس، فقال بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز":

"يعلّمنا الإنجيل المراحل والخطوات التي مرّ بها الرّسل لكي يعرفوا من هو يسوع وهي ثلاثة: المعرفة، الاعتراف وقبول الدّرب التي اختارها الله له.

معرفة يسوع هي ما نقوم به جميعًا عندما نأخذ الإنجيل ونسعى لكي نتعرّف على يسوع، وعندما نرسل الأطفال إلى التّعليم المسيحيّ أو عندما نأخذهم إلى القدّاس، ولكن هذه هي الخطوة الأولى فقط، أمّا الخطوة الثّانية فهي الاعتراف بيسوع. وهذا الأمر لا يمكننا أن نقوم به وحدنا. في نصّ الإنجيليّ متّى نقرأ: "قال يسوع لبطرس: طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات". يمكننا أن نعترف بيسوع فقط بقوّة الله وبقوّة الرّوح القدس. ويقول القدّيس بولس لا يمكن لأحد أن يعترف بيسوع بدون الرّوح القدس، وكذلك نحن أيضًا لا يمكننا أن نعترف بيسوع بدون الرّوح القدس. لذلك على الجماعة المسيحيّة أن تبحث دائمًا عن قوّة الرّوح القدس لكي تعترف بيسوع ولكي تقول إنّه هو الله وأنّه ابن الله.

ولكن ما هو هدف حياة يسوع ولماذا جاء؟ إنّ الإجابة على هذا السّؤال تعني أن نقوم بالخطوة الثّالثة على درب التّعرّف عليه. إنّ يسوع قد بدأ بتعليم تلاميذه انطلاقًا من أنّه يَجِبُ عَلَيهِ أَن يُعاني آلامًا شَديدَة، وَأَن يَرذُلَهُ الشُّيوخُ وَالأَحبارُ وَالكَتَبَة، وَأَن يُقتَل، وَأَن يَقومَ بَعدَ ثَلاثَةِ أَيّام. لذلك فالاعتراف بيسوع هو الاعتراف بموته وقيامته، وليس فقط مجرد اعتراف بأنه ابن الله وحسب لا. الإعتراف بيسوع هو أن أقول له: "أنت قد أتيت لأجلنا ومُتَّ من أجلي وقمت من بين الأموات وأنت تعطينا الحياة وقد وعدتنا بالرّوح القدس ليقودنا ويرشدنا". الإعتراف بيسوع يعني قبول الدّرب التي اختارها الآب له: التّواضع. يكتب القدّيس بولس إلى أهل فيليبّي: "أرسل الله ابنه، فتَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب". إن لم نقبل درب يسوع درب التّواضع التي اختارها لكي يفتدينا لا نكون مسيحيّين ونستحقّ ما قاله يسوع لبطرس: "تباعد عنّي أيّها الشّيطان".

إنّ الشّيطان يعرف جيّدًا أنّ يسوع هو ابن الله لكن يسوع يرفض اعترافه تمامًا كما أبعد بطرس عنه عندما رفض الدّرب التي اختارها يسوع. إنّ الاعتراف بيسوع في الواقع هو قبول درب التّواضع والذّل وعندما لا تسير الكنيسة في هذه الدّرب تخطئ وتصبح دنيويّة. وعندما نرى العديد من المسيحيّين الصّالحين، ذوي الإرادة الصّالحة ولكنهم يخلطون بين الدّين ومبدأ الطّيبة الاجتماعيّ والصّداقة، وعندما نرى العديد من الإكليروس الذين يقولون بأنّهم يتبعون يسوع ولكنّهم يبحثون عن الإكرام ودروب العالم فهؤلاء لا يبحثون عن يسوع وإنّما عن ذواتهم. هؤلاء ليسوا مسيحيّين، يحملون الاسم فقط ولكنهم ليسوا مسيحيّين لأنّهم لا يقبلون درب يسوع، درب التّواضع. وعندما نقرأ في تاريخ الكنيسة أنّ العديد من الأساقفة قد عاشوا هكذا وكذلك العديد من الباباوات الذين لم يعرفوا درب التّواضع ولم يقبلوها، يدعونا هذا الأمر لكي نتعلّم أنّ هذه ليست هي الدّرب." 

وفي الختام، وجّه البابا فرنسيس الدّعوة للمؤمنين لكي يطلبوا نعمة الصّدق المسيحيّ لكي لا يستعملوا الدّيانة المسيحيّة لكي يحققوا مصالحهم ونعمة اتّباع يسوع في دربه حتّى إخلاء الذّات.