الفاتيكان
15 تشرين الأول 2018, 07:50

البابا فرنسيس أعلن قداسة بولس السّادس و6 آخرين

أعلن البابا فرنسيس عصر الأحد أثناء ترؤّسه القدّاس الإلهيّ في ساحة القدّيس بطرس، قداسة 7 طوباويّين وهم: بولس السّادس (جوفاني باتيستا مونتيني)، أوسكار أرنولفو روميرو غالداميز، فرانشيسكو سبينيلي، فينشينسو رومانو، ماريا كاتيرينا كاسبر، نازاريا إينياسيا للقدّيسة تريزا ليسوع، ونونسيو سولبريتسيو، وسط حضور رسميّ كبير، وبمشاركة كرادلة وأساقفة الكنيسة من مختلف بلدان العالم.

 

وأمام حشد المؤمنين القادمين من مخلتف بلدان العالم، ألقى عظة أشار فيها إلى دعوة الإنجيل لكلّ مسيحيّ إلى اللّقاء مع الرّبّ على ضوء القراءة الثّانية من الرّسالة إلى العبرانيّين (4، 12)، فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ كلام الله حيّ، يلمس الحياة ويبدّلها، إنّ الإنجيل يدعونا بشكل خاصّ إلى اللّقاء مع الرّبّ، على مثال "ذاك" الّذي "أسرع إليه" (راجع مرقس 10، 17). ونستطيع أن نضع نفسنا مكان ذاك الرّجل الّذي لا يذكر النّصّ اسمه، وكأنّه يشير إلى أنّه قد يمثّل كلّ واحد منّا. وقد سألَ ذاك الرّجل يسوع قائلاً "ماذا أعملُ لأرثَ الحياة الأبديّة؟". يطلب الحياة إلى الأبد، الحياة بملئها. ومن منّا لا يريدها؟ ولكننّا نلاحظ أنّه يطلبها كإرث ليملكه، كخير ليناله، ليحصل عليه بقواه. وبالفعل، وللحصول على هذا الخير، حفظَ الوصايا منذ صباه، ولبلوغ الهدف، هو مستعدّ لحفظ أخرى، ولهذا سأل قائلاً "ماذا أعمل لأنال؟".

إنّ جواب يسوع أدهشه. حدَّق الرّبَّ إليه وأحبَّه (راجع مرقس 10، 21). إنّ يسوع يبدّل النّظرة: من حفظ الوصايا للحصول على مكافأة إلى المحبّة المجانيّة والكاملة. إنّ ذاك الرّجل كان يتحدّث بكلمات طلب وعرض، أمّا يسوع فقد اقترح عليه قصّة محبّة. قدّم له اقتراح حياة "قاطعًا": "بِعْ ما تملِك وأعطِهِ للفقراء... وتعالَ فاتبعني!". إنّ يسوع يقول لك أيضًا "تعالَ فاتبعني!" وتوقّف من ثم عند كلمات يسوع "بِع ما تملِك وأعطِه للفقراء"، وقال إن الرّبّ يطلب منك أن تترك ما يُثقل القلب، وأن تُفرغ ذاتك من الخيور، لتجعل له مكانًا، هو الخير الوحيد. فلا يمكن إتّباع يسوع حقًّا عندما نكون مثقلين بالأشياء. لأنّه حين يكون القلب مثقلاً بالخيور، لن يكون هناك مكان للرّبّ. وحيث يوضع المال في المركز لا يكون هناك مكان لله ولا حتّى مكان للإنسان.

إنّ يسوع يعطي كلّ شيء ويطلب كلّ شيء: يعطي محبّة كاملة ويطلب قلبًا غير منقسم. وهو لا يرضى "بنسبة مئويّة من المحبّة": لا يمكن أن نحبّه بنسبة عشرين، أو خمسين، أو سبعين بالمائة. إمّا كلّ شيء أو لا شيء. إنّ قلبنا هو كمغنطيس: يدع المحبّة تجذبه، ولكن قد يتعلّق بطرف فقط وعليه أن يختار: إمّا أن يحبّ الله أو أن يحبّ غنى العالم (راجع متّى 6، 24)؛ إمّا أن يعيش ليحبّ أو يعيش لنفسه (راجع مرقس 8، 35). لنسأل أنفسنا أين نحن في قصّة محبّتنا مع الله. أنتبع يسوع حقًّا أم نعود إلى خطى العالم كذاك الرّجل؟ بكلمة، أيكفينا يسوع أم نبحث عن ضمانات العالم؟ وإنّ ذاك الّذي يحدّثنا عنه الإنجيل، "انصرف حزينًا" (مرقس 10، 22). كان متعلّقًا بالوصايا وبماله الكثير، ولم يُعطِ قلبه. وعلى الرّغم من لقائه يسوع، ونظرة يسوع المحبّة، انصرفَ حزينًا. إنّ الحزن هو الدّليل على محبّة غير مكتملة وعلامة قلب فاتر. بالمقابل، فإنّ قلبًا غير مثقل بالخيور، يحبّ الرّبّ بحرّيّة، ينشر دائمًا الفرح، ذاك الفرح الّذي هناك اليوم حاجة كبيرة إليه. إنّ يسوع يدعونا اليوم للعودة إلى ينابيع الفرح الّتي هي اللّقاء معه، والخيار الشّجاع في اتّباعه، وإنّ القدّيسين ساروا على هذا الطّريق".

وأشار البابا فرنسيس في عظته إلى أنّ "بولس السّادس فعل هكذا على مثال الرّسول الّذي اختار اسمه. فمثله بذل حياته من أجل إنجيل المسيح، عابرًا حدودًا جديدة، وجاعلاً نفسه شاهدًا له في البشارة والحوار، نبيّ كنيسة منفتحة تنظر إلى البعيدين وتعتني بالفقراء. إنّ بولس السّادس شهد بشغف لجمال وفرح اتّباع يسوع بشكل كامل. ولا يزال يحثنا اليوم مع المجمع الّذي كان ربّانه الحكيم، على عيش دعوتنا المشتركة: الدّعوة الشّاملة إلى القداسة. وإنّه لجميل أن يكون معه ومع باقي القدّيسين اليوم، المطران روميرو الّذي ترك ضمانات العالم، ليقدّم حياته بحسب الإنجيل، بالقرب من الفقراء ومن شعبه، مع قلب متعلّق بيسوع والإخوة. ونستطيع أن نقول الشّيء نفسه عن فرنشيسكو سبينيلي، وفينشينسو رومانو، وماريا كاترينا كاسبر، ونازاريا إينياسيا للقدّيسة تريزا ليسوع ونونسيو سولبريتسيو. إنّ جميع هؤلاء القدّيسين، وفي أوضاع مختلفة، ترجموا بحياتهم كلمة اليوم، بدون فتور وحسابات".

وفي الختام، رفع الصّلاة إلى الرّبّ من أجل الاقتداء بمُثلهم.