الفاتيكان
21 تشرين الثاني 2022, 14:20

البابا فرنسيس أطلق نداء من أجل ضمان حقوق المسيحيّين في الشّرق الأوسط خلال استقباله آوا الثّالث

تيلي لوميار/ نورسات
أطلق البابا فرنسيس، يوم السّبت، نداءً من أجل ضمان حقوق المسيحيّين في الشّرق الأوسط، لاسيّما الحقّ في الحرّيّة الدّينيّة، وذلك خلال استقباله بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثّالث.

وفي تفاصيل خطابه، وبحسب "فاتيكان نيوز"، "استهلّ البابا كلمته شاكرًا ضيفه على زيارته الأخويّة، الأولى من نوعها بصفته الكنسيّة، مع أنّه عاش ودرس في المدينة الخالدة. بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أنّه يرفع الشّكر للرّبّ على العلاقات الّتي نُسجت بين الكنيستين خلال العقود الماضية، بدءًا من الزّيارات العديدة الّتي قام بها إلى روما البطريرك الكاثوليكوس الأسبق مار دنخا الرّابع، لاسيّما في العام ١٩٩٤ عندما وقّع مع البابا الرّاحل يوحنّا بولس الثّاني الإعلان الكريستولوجيّ المشترك، والّذي وضع حدًّا لسجال عقائديّ حول مجمع أفسس دام ألفًا وخمسمائة سنة. وقال فرنسيس إنّه يتذكّر أيضًا زيارة سلفه مار جوارجيس الثّالث إلى روما في العام ٢٠١٨ عندما وقّع معه على الإعلان بشأن أوضاع المسيحيّين في الشّرق الأوسط. وأكّد أنّه يتذكّر أيضًا المعانقة بينهما في إربيل، خلال زيارة البابا الرّسوليّة إلى العراق، موضحًا أنّ العديد من المسيحيّين، الّذين تألّموا لكونهم مسيحيّين، عانقوه بحرارتهم وفرحهم.

بعدها شاء البابا أن يحيّي أعضاء اللّجنة المختلطة للحوار اللّاهوتيّ بين الكنيسة الكاثوليكيّة وكنيسة المشرق الآشوريًة، معربًا عن امتنانه للجهود الّتي تبذلها اللّجنة منذ نشأتها في العام ١٩٩٤، والّتي حقّقت إنجازات بينها الاعتراف المشترك بالإفخارستيّا في العام ٢٠٠١ من قبل مؤمني كنيسة المشرق الآشوريّة والكنيسة الكلدانيّة. واعتبر الحبر الأعظم أنّ اللّقاءات والحوارات أثمرت بعون الله، وعزّزت التّعاون الرّعويّ من أجل خير المؤمنين كافّة، بالإضافة إلى مسكونيّة رعويّة الّتي هي الدّرب الطّبيعيّة نحو الوحدة التّامّة.

لم تخلُ كلمات البابا فرنسيس من الإشارة إلى الوثيقة الّتي تعمل كنيسة المشرق الآشوريّة على إعدادها بعنوان "صور الكنيسة في التّقليد الآبائيّ السّريانيّ واللّاتينيّ"، وذكّر فرنسيس بأنّ آباء الكنيسة تحدّثوا عن الكنيسة مستوحين من صور عدّة شأن القمر، والمأدبة، وغرفة العرس، والسّفينة والحديقة والكرمة. ولفت البابا إلى أنّ هذه اللّغة البسيطة والمتاحة للجميع تخاطب أبناء زماننا، إذ لا بدّ من الاقتراب أكثر من عالم اليوم، من خلال المسيرة السّينودسيّة، عن طريق الكلمة وشهادة الحياة.

بعدها تحدّث البابا عن وجود تاريخ نيّر من الإيمان وإرث لاهوتيّ عميق يجمعان بين كنيسة المشرق الآشوريّة والكنيسة الكلدانيّة، اللّتين اختبرتا أيضًا الألم والمعاناة، وقدّمتا العديد من الشّهداء. ولفت فرنسيس في هذا السّياق إلى أنّ الشّرق الأوسط ما يزال يعاني وللأسف من أعمال العنف وانعدام الاستقرار والأمن، موضحًا أنّ العديد من الأخوة والأخوات اضطرّوا إلى مغادرة المنطقة، وكثيرون يناضلون في سبيل البقاء. وأطلق الحبر الأعظم نداءً من أجل ضمان حقوق المسيحيّين، لاسيّما الحقّ في الحرّيّة الدّينيّة والمواطنة الكاملة. وقال إنّ هذا الوضع يتطلّب منّا أن نصلّي ونعمل جاهدين كي يأتي يوم يحتفل فيه جميع المسيحيّين بـ"المناولة" المقدّسة معًا في إطار الوحدة بين الكنائس.

في ختام كلمته ذكّر البابا بأنّ المسيرة السّينودسيّة الّتي تجتازها الكنيسة الكاثوليكيّة اليوم ينبغي أن تكون مسكونيّة، آملاً أن يستمرّ السّير في درب المسكونيّة، وشاكرًا ضيفه على الجهود الّتي يبذلها من أجل توحيد الاحتفال بعيد الفصح، وأمل أن يتحقّق هذا الأمر بدءًا من العام ٢٠٢٥ تزامنًا مع الاحتفال بذكرى أوّل مجمع مسكونيّ، مجمع نيقيا."