الفاتيكان
03 تشرين الأول 2022, 06:30

البابا فرنسيس: أجدّد ندائي من أجل التّوصّل إلى وقف إطلاق نار فوريّ في أوكرانيا

تيلي لوميار/ نورسات
كرّس البابا فرنسيس كلمته قبيل صلاة التّبشير الملائكيّ، ظهر الأحد، للتّأمّل في مسار الحرب في أوكرانيا، سائلاً أن "تصمت الأسلحة" وأن التّفاوض للوصول "إلى حلول لا تُفرض بالقوّة بل يتمّ الاتّفاق عليها وتكون عادلة ومستقرّة".

وفي كلمته قال الأب الأقدس بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد أصبح مسار الحرب في أوكرانيا خطيرًا ومدمّرًا ومهدّدًا إلى درجة أنّه يشكّل مصدر قلق كبير. لهذا السّبب، أودّ اليوم أن أُكرِّس له التّأمّل الكامل قبل صلاة التّبشير الملائكيّ. في الواقع، إنَّ هذا الجرح البشري الرّهيب الّذي لا يمكن تصوّره، بدلاً من أن يلتئم، يستمرّ في النّزيف أكثر فأكثر، ويخاطر بأن يتوسَّع. تُألمني أنهار الدّماء الّتي أريقت والدّموع الّتي ذُرفَت في هذه الأشهر الأخيرة. وتحزنني آلاف الضّحايا، ولاسيّما الأطفال، والدّمار الكبير، جميع هذه الأمور الّتي تركت العديد من الأشخاص والعائلات بلا مأوى وتهدّد مناطق شاسعة بالبرد والجوع. هناك بعض الأفعال الّتي لا يمكن تبريرها أبدًا! ومن المحزن أن يتعلّم العالم جغرافيًّا أوكرانيا من خلال أسماء مثل Bucha وIrpin وMariupol وIzium وZaporizhzhia وأماكن أخرى، أصبحت أماكن معاناة وخوف لا يوصفان. وماذا عن حقيقة أنّ البشريّة تجد نفسها مرّة أخرى أمام التّهديد الذّرّيّ؟ هذا أمر غير منطقيّ.

ما الّذي يجب أن يحدث بعد؟ كم من الدّماء يجب أن تراق بعد لكي نفهم أنّ الحرب ليست حلّاً أبدًا، وإنّما دمار فقط؟ باسم الله وباسم الحسّ الإنسانيّ الّذي يسكن في كلّ قلب، أجدّد ندائي من أجل التّوصّل إلى وقف إطلاق نار فوريّ. لتصمُت الأسلحة وليتمَّ البحث عن شروط لإطلاق مفاوضات قادرة على الوصول إلى حلول لا تُفرض بالقوّة بل يتمُّ الاتّفاق عليها وتكون عادلة ومستقرّة. وستكون كذلك إذا قامت على احترام القيمة المقدّسة للحياة البشريّة، وبالإضافة إلى السّيادة والسّلامة الإقليميّة لكلّ بلد، وكذلك حقوق الأقلّيّات والاهتمامات المشروعة.

أستنكر بشدّة الوضع الخطير الّذي نشأ في الأيّام الأخيرة، والّذي ترافق مع المزيد من الأفعال المخالفة لمبادئ القانون الدّوليّ. هو في الواقع، يزيد من خطر حدوث تصعيد نوويّ، لدرجة الخوف من عواقب وخيمة لا يمكن السّيطرة عليها على صعيد عالميّ. يتوجّه نداءي أوّلاً إلى رئيس الاتّحاد الرّوسيّ، سائلاً إيّاه أن يوقف، محبّة بشعبه أيضًا، دوّامة العنف والموت هذه. ومن ناحية أخرى، أشعر بحزن عميق إزاء المعاناة الهائلة الّتي يتعرّض لها السّكّان الأوكرانيّون في أعقاب العدوان الّذي تعرّضوا له، وأوجّه نداءً واثقًا أيضًا إلى رئيس أوكرانيا لكي يكون منفتحًا على اقتراحات السّلام الجادّة. ومن جميع روّاد الحياة الدّوليّة والقادة السّياسيّين للدّول، أطلب بإصرار أن يبذلوا كلّ ما في وسعهم من أجل وضع حدٍّ للحرب القائمة، دون التّورّط في تصعيد خطير، ولتعزيز ودعم مبادرات الحوار. أرجوكم دعوا الأجيال الشّابّة تتنفّس هواء السّلام السّليم وليس هواء الحرب الملوّث، الّذي هو جنون!

بعد سبعة أشهر من العدوانيّة، يجب أن يُصار إلى استخدام جميع الأدوات الدّبلوماسيّة، حتّى تلك الّتي لم يتمَّ استخدامها حتّى الآن، من أجل إنهاء هذه المأساة الرّهيبة. الحرب هي خطأ وهول! لنثق في رحمة الله، الّتي يمكنها أن تغيّر القلوب، وفي شفاعة ملكة السّلام الوالديّة، في اللّحظة الّتي يتمّ فيها رفع الصّلاة إلى العذراء مريم سيّدة الورديّة في بومبي، نتّحد روحيًّا مع المؤمنين المجتمعين في مزارها وفي مناطق عديدة من العالم".

وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، حيّا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وقال: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أنا قريب من شعبي كوبا وفلوريدا، اللّذين ضربهما إعصار عنيف. ليقبل الرّبّ الضّحايا، ويعطي الرّاحة والرّجاء للّذين يتألّمون ويعضد التزام التّضامن. كما أصلّي أيضًا من أجل الّذين فقدوا حياتهم وأصيبوا في الاشتباكات الّتي اندلعت بعد مباراة كرة قدم في مالانج بإندونيسيا".

تابع البابا فرنسيس يقول: "هذا المساء، على واجهة بازيليك القدّيس بطرس، سيتمّ عرض عمل سمعيّ بصريّ حول شخصيّة القدّيس بطرس الرّسول. وستتكرّر العروض حتّى 16 من تشرين الأوّل أكتوبر، كلّ مساء من السّاعة 9 وحتّى 11 مساء؛ أشكر كلّ من عمل في هذه المبادرة الّتي تفتتح مسيرة راعويّة مخصّصة للقدّيس بطرس ورسالته".