الفاتيكان
12 نيسان 2024, 05:15

البابا فرنسيس: "آلام المتألّمين تمسّ يسوع"

تيلي لوميار/ نورسات
إختتمت اللجنة البابويّة للكتاب المقدّس جمعيّتها العامّة السنويّة في روما، والتي ركّزت على موضوع المرض والمعاناة في الكتاب المقدّس.

 

جاء في "أخبار الفاتيكان" أنّ البابا فرنسيس التقى بأعضاء اللجنة للإشادة بعملهم لاستكشاف هذا "الموضوع الوجوديّ العميق" الذي يمسّ حياة كلّ إنسان.

وقال: "طبيعتنا الجريحة تحمل في داخلها حقائق المحدوديّة، وتعاني من تناقضات الشرّ والألم".

وأردف أنّ موضوع المعاناة والمرض البشريّين قريب من قلبه، لأنّ هذه القضايا هي "خصوم" يُدعى كلّ مسيحيّ إلى مواجهتها بطريقة بشريّة.

قال الأب الأقدس إنْ، بدلًا من تجُّنب موضوع المعاناة مثل المحرَّمات، يجب أن نتحمّل التجارب "من خلال العيش في علاقة مع الآخرين" والسماح لله بتحويل "غربال الألم" إلى فرصة للنضج والنموّ في الإيمان. وأضاف إنّ يسوع "يحثّنا على الاعتناء بأولئك الذين يعيشون في حالات عجز، بتصميمٍ على هزيمة المرض. وفي الوقت عينه، يدعونا بلطف إلى ضمّ آلامنا إلى تقدمته الخلاصيّة، كبذرة تحمل ثمارًا".

وبما أنْ "لتكن محبّتكم لا بالكلام بل بالعمل والحقّ"، أشار البابا إلى أنّ آلام المتألّمين تمسّ يسوع وهو "لا يشرح الألم، بل ينحني على المتألّم. لا يتعامل مع الألم بتشجيع عام وعزاء عقيم، لكنّه يقبل مأساة الألم، ويسمح لها أن تلمسَه".

تابع الأب الأقدس قائلًا إنّ الكتاب المقدّس لا يقدّم كتيّبًا من العبارات المُعدة لقولها للناس الذين يعانون من الألم، كما هو واضح في سفر أيّوب، هو "يظهر لنا وجوهًا ولقاءاتٍ وقصصًا ملموسة" تكسر قالب "النظريّات الدينيّة التي تربط الألم بالعقاب الإلهيّ". المسيح، قال البابا، حوّل الألم البشريّ بجعله خاصّته وتقديمه إلى الآب كـ"هديّة حبّ". ومن يستوعب الكتاب المقدّس ينقّي الخيال الدينيّ من المواقف الشائبة متعلِّمًا أن يتبع الطريق التي أشار إليها يسوع: لمس المعاناة البشرية ماديًّا، بتواضع ووداعة وجدّيّة، من أجل إيصال، باسم الله المتجسِّد، قُرْب المساندة الخلاصيّة والملموسة.  

ثمّ تحوّل البابا فرنسيس إلى موضوع "الإدماج". هو مصطلح لم يرد في الكتاب المقدّس لكنّه يعبّر عن سمة بارزة لأسلوب يسوع الذي لم يستثنِ أحدًا من خلاص الله بل بالأحرى رحّب بالجميع وقدّم لكلّ واحد "شفاءًا تامًّا، في الجسد والنفس، والروح".

" نحن، ككنيسة، مدعوّون إلى السير مع الجميع، في تضامن مسيحيّ وإنسانيّ، وإلى فتح فرص الحوار والرجاء باسم هشاشتنا المشتركة."