مصر
25 نيسان 2025, 10:20

البابا ثيودوروس ينعي البابا فرنسيس "الرّائد المتواضع في المحبّة"

تيلي لوميار/ نورسات
بعث بابا وبطريرك الإسكندريّة وسائر أفريقيا ثيودوروس رسالة رسميّة إلى رئيس مجمع الكرادلة الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، معزّيًا بوفاة البابا فرنسيس، كتب فيها:

"ببالغ الحزن والتّضامن الصّادق، علمنا بانتقال المطران المبارك لكرسيّ روما الرّسوليّ، البابا فرنسيس، إلى الرّبّ، مع شروق شمس يوم أحد الفصح، في نهاية أسبوع الآلام المجيد. فإنّنا نطلب بحرارة إلى ربّنا يسوع المسيح أن يسكن روحه المباركة في أرض الأحياء.

لقد حظينا بفرصة اللّقاء شخصيًّا بالرّئيس الشّعبيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الرّومانيّة، خلال زيارتنا الرّسميّة إلى الكرسيّ الرّسوليّ، في يناير/ كانون الثّاني 2021، حيث خصّص يومين للتّأمّل معنا، وجعلنا نشاركه فهمه الشّامل للكنيسة المقدّسة، ومواقفه العامّة بشأن الوجود التّاريخيّ للكنيسة في القرن الحادي والعشرين، وفلسفته الشّخصيّة بشأن نمط الحياة البسيط المفروض على رجال الدّين المسيحيّ المعاصرين.

ومنذ ذلك الحين، نشأت علاقة متبادلة من الصّداقة والتّعاون، مبنيّة على الاحترام المتبادل والمعرفة المتبادلة، وعلى أساس ثابت من المحبّة في المسيح، وكانت ذروتها استضافة عمل اللّجنة اللّاهوتيّة المشتركة الدّوليّة للحوار اللّاهوتيّ بين الكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة، من قبل رئيس أساقفة بطريركيّة الإسكندريّة، من 1 إلى 10 يونيو 2023، في مقرّنا الرّسوليّ والبطريركيّ في مصر بمدينة الإسكندر الأكبر الشّهيرة.

كان رئيس أساقفة الكنيسة الرّومانيّة الكاثوليكيّة الشّقيقة الرّاحل رائدًا متواضعًا في المحبّة طوال خدمته الكهنوتيّة والأسقفيّة والبابويّة، راعيًا للإخوة المحتاجين والمتألّمين في الأرجنتين الجميلة، وداعمًا متحمّسًا للعلاقات الأخويّة بين الكنيستين الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة، ومصلحًا شجاعًا للتّقاليد البابويّة العريقة والثّابتة المتعلقة بالكرسيّ البابويّ الأعلى. بعد أن اختبر نبض الإنجيل البعثيّ تجريبيًّا خلال خدمته الكنسيّة الواعية ككلّ، ترك وراءه أمورًا دنيويّة في فترة القيامة المضيئة الحاليّة، مختومًا بختم لا يمحى تاريخ الألفين من عرش الأسقفيّة في روما المشيخية ببصمة خدمته البابويّة.

فلتكن ذكرى أخينا الجليل البابا فرنسيس، الرّجل الكنسيّ ذو العظمة الرّوحيّة الّتي لا جدال فيها، المتحمّس للمحبّة والمساواة والعدالة بين الأفراد والمجتمعات دون تمييز، والّذي قاد بحكمة ونجاح الكنيسة الكاثوليكيّة الرّومانيّة الشّقيقة في بداية القرن الحادي والعشرين، خالدة."