البابا: "الحوار الأخويّ المسيحيّ يمكن أن يكون نموذجًا لعالم اليوم"
عملًا بتقليد قديم، بمناسبة عيد القدّيس أندراوس الرسول، شفيع القسطنطينيّة، أرسل البابا فرنسيس وفدًا إلى اسطنبول لنقل تحيّاته وتأكيد "محبّته الأخويّة" إلى برتلماوس الأوّل، بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ.
تأتي هذه الزيارة في إطار التبادل السنويّ للوفود بين الكرسي الرسوليّ والبطريركيّة في العيدين، في 29 حزيران/يونيو في روما، عيد القدّيس بطرس وبولس، وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر في اسطنبول، تركيا.
في رسالته، سلّط البابا فرنسيس الضوء على الإصغاء من دون إدانة باعتباره الطريق الأساسيّ نحو الوحدة بين المسيحيّين الكاثوليك والأرثوذكس، معربًا عن أمله في أن توفّر الاحتفالات المقبلة بالذكرى السنويّة ال 1700 للمجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية فرصة لتعزيز العلاقات الأخويّة التي طوّروها على مدى العقود الستّة الماضية.
بدأ البابا رسالته بالإشارة إلى التقدّم الكبير للحوار الكاثوليكيّ الأرثوذكسيّ منذ إصدار المرسوم حول المسكونيّة "Unitatis Redintegratio" في عام 1964 والذي شهد الانضمام الرسميّ للكنيسة الكاثوليكيّة إلى الحركة المسكونيّة.
ويشير إلى أنّ إحدى الثمار الأولى التي تمّ الحصول عليها في هذا الحوار هي "الأخوّة المتجدّدة" التي يعيشونها اليوم "بكثافة خاصّة".
يعترف البابا بأنّ الشركة الإفخارستيّة الكاملة التي تصوّرتها الوثيقة المجمعيّة لم تتحقّق بعد، لأنّ "الانقسامات التي تعود إلى ألف عام، لا يمكن حلّها في غضون بضعة عقود"، لكنّه شدّد على وجوب ألّا "يغفل المسيحيّون عن هذا الهدف النهائيّ... وألّا يفقدوا الرجاء في بلوغه.
"يجب على الكاثوليك والأرثوذكس ألا يتوقّفوا أبدًا عن الصلاة والعمل معًا لتهيئة أنفسنا لقبول عطيّة الوحدة الإلهيّة".
ثم ذكّر البابا فرنسيس بأنّ "التزام الكنيسة الكاثوليكيّة الذي لا رجعة فيه بطريق الحوار" أكّده السينودس الأخير حول السينودسيّة حيث تمكّن المشاركون من خلفيّات مختلفة من "الإصغاء إلى بعضهم البعض من دون الحكم أو الإدانة"، وهذا النهج "يجب أن يكون أيضا الطريقة التي يواصل بها الكاثوليك والأرثوذكس رحلتهم نحو الوحدة".
وفي ختام رسالته، قال البابا فرنسيس إنّ الاحتفال المقبل بالذكرى 1700 للمجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية في عام 2025 "سيعزّز الروابط القائمة ويشجّع الكنائس جميعها على تقديم شهادة متجدّدة في عالم اليوم".
وأشار إلى أنّ "الأخوّة التي يعيشها المسيحيّون والشهادة التي يقدّمون" ستكون أيضًا نموذجًا لعالم "مبتلى بالحرب والعنف". وبهذه الروح، اختتم البابا بأن أصرّ مجدّدًا على آماله في السلام في أوكرانيا والأرض المقدّسة ولبنان والمناطق كلّها حول العالم التي تشهد ما أسماه مرارًا وتكرارًا "حربًا عالميّة مجزّأة".