البابا احتفل بيوبيل الرّوحانيّة المريميّة وحيّا "شرارة الأمل" في الأرض المقدّسة
كلام البابا جاء خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه صباح الأحد في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان بهذه المناسبة، أشار خلاله بأنّ الرّوحانيّة المريميّة هي أيضًا خدمة للإنجيل، كما أن محبّتنا لمريم تجعلنا معها تلامذة للرّبّ يسوع، لأنّ مسيرة مريم هي مسيرة وراء يسوع، والمسيرة وراء يسوع هي مسيرة نحو كلّ كائن بشريّ.
وبعد القدّاس، تلا البابا صلاة التّبشير الملائكيّ مع وفود الحجّاج والمؤمنين المحتشدين في السّاحة الفاتيكانيّة، وقد حثّهم في كلمة على جعل روحانتيّهم ترتكز أكثر وأكثر على الكتاب المقدّس وتقليد الكنيسة.
هذا وتوقّف الأب الأقدس عند اتّفاق وقف إطلاق النّار في غزّة، لافتًا، بحسب "فاتيكان نيوز"، إلى أنّ هذا الاتفاق "أهدى الأرض المقدّسة شرارة أمل"، وشجّع جميع الأطراف المعنيّة "على مواصلة هذه المسيرة بشجاعة، نحو سلام عادل ودائم، يحترم التّطلّعات المشروعة للشّعبين الإسرائيليّ والفلسطينيّ على حدّ سواء." وأضاف أنّ "سنتين من الصّراع ولّدتا الموت والدّمار في كلّ مكان، لاسيّما في قلوب من فقدوا أبناءهم وأهلهم وأصدقاءهم وكلّ شيء"، مشيرًا إلى أنّه قريب من هؤلاء الأشخاص ومن معاناتهم الكبيرة، مع الكنيسة كلّها.
وقال البابا: "إنّ لمسة الرّبّ موجّهة اليوم بنوع خاصّ نحو هؤلاء، ليكونوا واثقين بأنّه حتّى في أحلك الظّروف يبقى معهم، ويقول لهم "لقد أحببتك". لنطلب من الله، الّذي هو السّلام الوحيد للبشريّة، أن يضمّد كلّ الجراح، ويساعد الجميع بنعمته على إنجاز ما يبدو اليوم مستحيلًا من وجهة النّظر البشريّة، ألا هو أن نعيد اكتشاف أنّ الآخر ليس عدوًّا، بل هو أخ لا بدّ أن ننظر إليه ونغفر له ونمنحه رجاء المصالحة."
هذا وأبدى البابا قلقه إزاء الأنباء الواردة من أوكرانيا بشأن هجمات استهدفت مدنًا عدّة وبنىً تحتيّة مدنيّة، مسفرة عن مقتل أشخاص أبرياء، بينهم أطفال، وتركت وراءها عائلات كثيرة بدون تيّار كهربائيّ أو تدفئة، وقال: "إنّ قلبه يتّحد مع ألم السّكّان الّذين يعانون منذ سنوات من الخوف والحرمان"، مجدّدًا نداءه من أجل وضع حد للعنف، ووقف التّدمير والانفتاح على الحوار والسّلام.
هذا وفي الختام، أكّد البابا قربه من أهالي بيرو خلال هذه المرحلة الانتقالية السّياسيّة الّتي تمرّ بها البلاد، مصلّيًا كي تواصل البلاد السّير في درب المصالحة والحوار والوحدة الوطنيّة. كما تذكّر ضحايا حوادث العمل في إيطاليا، مصلّيًا من أجلهم ومن أجل جميع العمّال.