الفاتيكان
11 نيسان 2024, 09:20

البابا إلى مسيحيّي الأرض المقدّسة: أنتم شهودٌ للربّ المصلوب القائم من الموت

تيلي لوميار/ نورسات
شهدت الجماعة المسيحيّة في الأرض المقدّسة، على مرّ القرون "وباستمرار، ومن خلال آلامها الخاصّة، لسرّ آلام الربّ يسوع". بهذه الكلمات توجّه البابا فرنسيس برسالةٍ أحبّ أن يبعث بها إلى مسيحيّي الأرض المقدَّسة. كان ذلك في أسبوع الآلام المقدَّس ونقلتها وكالة فيدس للأنباء. ولكن، بما أنْ، بعد آلام ربّنا أتت قيامتُه وبما أنّ مسيحيّي فلسطين لا يزالون في ألم الحرب، ننقل هذه الرسالة التي تزخر بالمحبّة الأخويّة والتفهّم والإيمان والرجاء واثقين أنْ، لو قدّر للأب الأقدس أن يوجّهها كلّ يوم بَعْدُ لمسيحيّ الأرض المقدّسة، لمّا تورّع عن ذلك.

 

بفضل هذا القرب الفريد من سرّ آلام المسيح الخلاصيّة، كتب البابا، "أعلنت هذه الجماعةُ المسيحيّة، ولا تزال تُعلن، أنّ الربّ المصلوب قام من بين الأموات. حاملا علاماتِ آلامه، لكنّه ظهر بعد ذلك لتلاميذه وصعد إلى السماء ليُحضِر أمام الآب بشريّتَنا المعذَّبة صحيح، إنّما المفتداة الآن." هذا يحدث أيضا "في هذه الأوقات القاتمة، عندما يبدو أنّ غيوم يوم الجمعة العظيمة، المظلمة، تحوم فوق أرضكم، وأجزاء كثيرة جدًّا من عالمنا الذي يعاني من عُتْهِ الحرب التي لا طائل من ورائها، والتي هي دائما وللجميع، هزيمة مريرة."  

كتب الأب الأقدس لمن يدعوهم "مصابيح مضاءة في ظلمة الليل"، و"بذور الخير في أرضٍ مزّقها الصراع"، قال لهم: "...أشعر بالرغبة في أن أكتب إليكم وقد كنتم يوميًّا، في فكري وصلواتي. أودّ أن أعبّر لكم عن مدى قربكم من قلبي". وهو يضمّ على نحوٍ خاصّ، ضحايا الحرب الأكثر هشاشة، الأطفال الذين سُرق منهم مستقبلهم، والحزانى، والمتألّمين، ومن هم فريسة الكرب والفزع.  

"أشكركم على شهادة إيمانكم، أشكركم على المحبّة السائدة بينكم، أشكركم على مقدرتكم على الرجاء على الرغم من كلّ ما يقف في وجه الرجاء".  

واقتبس البابا فرنسيس، في رسالته، من البابا بولس السادس الذي كتب في إرشاده الرسوليّ Nobis in Animo، للأساقفة والإكليروس، والمؤمنين في أنحاء العالم أجمع: "إنّ التوتّرات المستمرّة في الشرق الأوسط، وعدم إحراز تقدّم ملموس نحو السلام، يمثّلان تهديدًا مستمرًّا وخطيرًا ليس فقط لسلام تلك الشعوب وأمنها- بل وللعالم بأسره- ولكن أيضًا لقِيَمٍ عزيزة للغاية، لأسباب مختلفة، على الكثير من البشر."

وفي الجزء الأخير من رسالته وجّه البابا فرنسيس كلمات تعزيةٍ وتشجيع أخرى لمسيحيّي الأرض المقدّسة قال لهم: "لستم وحيدين، لن نترككم أبدًا لوحدكم، بل سنعبّر لكم عن تضامننا بالصلاة والمحبّة العمليّة". وتمنّى أن يعود إليهم عاجلًا كحاجٍّ فيتشارك معهم خبز الأخوّة ويتأمّل غرسات الرجاء وهي تنمو بعد أن زرعوها في الألم وسقوها بالصبر..."